ياتُرى ماذا سنقول لأنفسنا حين نواجهها بكامل حقيقتنا المجردة من ضباب التحليق الزائف! أو ماذا سنرصدُ من مشتل أرواحنا .. والرياح تعبث بسعف نخيل بقائنا .. وتهدمُ ما تبقّى من أعمدة القشّ بواحة الحوار اللامرئيّ في ذاكرة الاغتراب المفنيّ في حُلكة الانتماء! ولعلنا أحياناً نتذمّر حين تمهل الأشرار .. لكننا فجأةً نكتشف الحقيقة .. أننا لو لم نكن ضعفاء لما كانت لهم قوة هلامية يعبثون بها معنا. ولهذا نستوحش صيرورتنا دون وشاية الأراجيح .. ونزعم أن أنداد السؤال ذاتها أجوبة المنافي وهي تحملق في سعف الغسق. فالصباح وهو يحدّقُ في رعشة الأصابع .. يستنطقُ عصافير الكلام شدواً ساخناً يباغت جليد التكوّم .. يحيلهُ إلى مزلاج تفاؤل. والزمن الذي لايجيء دوماً نحلم به.. والحلم نتحدث عن ارتباطنا بسرابه .. والفجر المختلف دوماً ننتظره .. لكننا ننسى قول الله تعالى: “وقل اعملوا”. والمرايا.. تؤبجد هفواتنا بمحاذاة انتصاراتنا الوهميّة على خيباتنا المكررة في عرصات الأحلام. فلماذا نعلم الكثير مما يضيف لنا العناء ونتمسّك به؟ إذ علينا فعل مانستطيعه لنتجاوز البعض من أوجاع مرحلة التشظّي دون تردد. ومهما يعزّ علينا من أمر فناء أحلامنا فلنقطع دابر أوهامنا برفقته.. فلو لم يكن مصدر ألم لما أحدث هذه الضوضاء المجحفة بحق هدأة أرواحنا وانشغالنا بما يعنينا دون غيرنا. ولأننا لن ننتظر من الشمس تدلنا على مخبأ الحشرجة .. يجب أن نباغت خابية الورد .. ونقتلع من عمقها شوكة العصيان. [email protected]