قلتُ للجنّ : “ هذا التصابي .. وذاكَ الذي لم تخنهُ الكثيرة في حظها .. أو تصنهُ العذارى .. أو تقول التي انبثقت من رمادٍ .. أو تهادت على رغوة الليل .. أو تعنّتَ سرب أمانيهِ .. هذا ضُحاك !” قالت الجنّ : “ ذاكَ التياعكَ في رعشة النار .. تلفحُ ثغرَ نحيبكَ .. تنفخ في حبل أسراركَ الموحشاتِ شظايا الرزايا .. وتمحو من الخيبة .. اللحظة الداكنه ” قلتُ :“ ما السرّ في خفقةٍ لا تموت .. وقد محتِ النار من سطر عقلي الذي كان مني .. وكنتُ أواريهِ في غسقٍ لا يُصلّي سواها ! وإبريق مأوى حملتُ ضلوعي على قطراتِ غواهُ .. ويممتُ شطر الفناءِ .. أهمهمُ بالمُثقلاتِ من اللغة الآسنه “ قالت الجنّ : “ ذاكَ بريقكَ يختالُ في كعبة الوهمِ .. يتلو حظوظكَ في سورة اليمِّ .. يمرقُ في ضلعِ مرعاكَ عُشباً سِفاحاً .. يُمجّدُ خيبتكَ القاحله”. قلتُ “ ماذا إذا استفحلَ الركض في نشوة الغيم .. باركَ وعد شروقي .. وضاجعَ في غسقي جذوة المستبدّ من النهدة المجتباة .. وخاتلَ حظّي المعتّق في لجّة النأي .. أثمرَ سقفاً من الدعة المُستباحه؟” قالت الجنُّ :“ ذاكَ يقينكَ يرفلُ في وجنتيكَ .. يجاور من أمل المُشتهى طائف الوعد .. يُعلي لهيب ظلامكَ .. ما استعرت في راحتيكَ الغوايه”. قلتُ :“ كفوا عن النعي .. هاتوا صباحي الذي أمّلتهُ الضلوع .. وأهدت لقلبي بريق الضحى ” قالت الجنُّ : “ في سِفر روحكَ ناي الطلاسم .. في يقظة الجوع ينبتُ كفركَ بالزقزقات .. تفوح بجلدكَ رائحة الليل صوب البلادة .. والحلم المستحيل ”. [email protected]