ضاقت حلقات الأزمات على هذا الوطن المسكين بلد جريح يكاد يتعافى من الم الفرقة والتشتت والانهيار الاقتصادي وما ان ينشق فجر الأمل إلا وانكسرت الجرة مرة أخرى وما صدقنا بتتويج الرئيس الهادي ليقود دفة الحكم إلى بر الأمان حتى جاءت النكبات تدق طبول الأزمات كمصفوفة بغيضة قدمها المخلوع قبل رحيله فلا عجب (إن تمدد الثور كثرت السكاكين). ومن أشدها فتكا تلك الغارات الحوثية التي خلا لها الجو في ظل وطن يعاني من فراغ امني واستعداد عسكري فالأفواه الاثنا عشرية الانتهازية التي كانت تملأ الدنيا ضجيجا في الحروب الستة بأنها مظلومة وتنادي (واحسيناه)(ويا للغارة الحسين) قد اكتسبت مخزونا عسكريا من تلك الحروب أو ما تلقته من عتاد حربي من يد الخونة من سدنة النظام البائد . وهكذا بدأت حصون المحافظات المجاورة لصعده تدك بطغيان عنيف بجحافل المرتزقة من المجاهدين بزعمهم وصار البطل الحوثي يقتل الأطفال في دماج وهذا في سبيل الله ويهدم الصوامع بمن فيها في حجة ويدعي انه جهاد مقدس ويرسل لعنات المدافع على القرى الآمنه قي عاهم و تشرد ميليشياته القاتله عشرات الالاف من أبناء حجة وتستولي على آبار المياه لتفرض أجندتها العدائية لكل ماهو جميل في اليمن ونسوا قوله تعالى « إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق» والغريب العجيب أن ترى تلك الصرخات المتنادية بموت واشنطن من شعارات باهته لم تجد لها من طريق إلا عبر شلالات من دماء الأبرياء ولكأن حمم الغضب الحوثي على الأمريكان ميدان معركته كشر وجحور فيا هؤلاء القوم إنكم في وادٍ والوطن في وادٍ ولسنا بحاجة إلى ترهاتكم الممجوجة والتي أكل عليها الحدث وشرب ولتعلموا انه بعدا لكم وسحقا من تكرار مأساة العراق ففي الوقت الذي يدافع الناس فيه عن أرضهم ضد المستعمر الأمريكي كان أمثالكم من أذناب الفكر الشيعي يقدمون رقاب المستضعفين إلى المستعمرين ولقد ذكر الأمين العام لجبهة علماء المسلمين السُّنة في العراق حارث الضاري أن هناك أكثر من مائة ألف سُنِّي قتلوا على يد الشيعة في الفترة من 2003م إلى 2006م فقط، إضافةً إلى عمليات التهجير المستمرة من بعض الأماكن لتسهيل حكم الشيعة لها فلا غرابة أن يتحقق لعبد الملك الحوثي ماهددبه قبل زمن في إحدى الحروب السابقة وهو مانشرته جريدة الأخبار اللبنانية على حد قوله( نحن حتى الآن لم نبدأ الحرب الفعلية من جانبنا، وكما أكدنا من قبل، فإن الحرب لن تنحصر في محافظة صعده ، فهذا ما سنثبته ميدانياً _بفضل الله_ في الفترة المقبلة، بعد أن تكون السلطة قد غرقت وزجّت بثقلها العسكري في صعدة، كما أن من الوارد استخدام صواريخ الكاتيوشا في هذه الحرب وبالطريقة المؤثّرة التي تخدم إيقاف الحرب” فهنيئا لليد الطولي التي تحصد ثمار الثورة كاتيوشا تصب جام غضبها على العزل والمدنيين على الأرض اليمنية. ويمكننا القول أن الفكر الحوثي الشيعي كشف الغطاء عن أطماعه ففي أصولهم أن من لم يركب موجة فكرهم فهو (الناصبي)أي ناصبهم العداء فيتقربون به الى الله وهذا ترجمة فعلية لما يحصل من قتل ومن تشريد للالاف وهو ايضا التوسع عبر خط يوصلهم الى ميناء ميدي ليفرضوا شروطهم ويصلهم المد الإيراني عبر البحار ولكننا نقول إن وطننا الحبيب لن تمزقه تلك الأطماع الزائفة وان الطغيان لن يجد له طريقا بيننا ولو لبس الظالمون من الفكر مالبسوا .