ثري إماراتي يشتري حوض استحمام منزلي بستة ملايين وخمسمائة ألف درهم لا غير، بما يكفي لبناء بيت تسكن فيه أربع أسر، في الوقت الذي مازالت الكثير من الأسر تسكن العراء وتلتحف البرد في بيوت الصفيح المنتشرة حتى في الدول الخليجية. دعك من حوض الحمام فهو لاشيء أمام ثري قطري اشترى رقم تلفون مميز بمزاد علني بمبلغ وقدره مليونان وسبعمائة وخمسون ألف دولار ودخل موسوعة «غينيس». ثري إماراتي هو الآخر دخل «غينيس» بشرائه رقم لوحة سيارة مميز بمبلغ وقدره ستة ملايين وستمائة ألف دولار «طلال خوري» الذي اشترى الرقم عن طريق مزاد علني رغبة منه في دخول موسوعة غينيس كمالك لأغلى رقم سيارة في العالم. لاحظوا كل رقم أهيف من الآخر، أما الهدف فهو لاشيء سوى إثبات أن العرب قوم لا يستحقون الحياة إلا كعبيد وحيوانات، هذا على مستوى الأفراد، أما على مستوى الحكومات والمؤسسات والزعماء «فحسبنا الله ونعم الوكيل»، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تنظم مهرجاناً سنوياً يتم فيه اختيار ملكات جمال «الإبل» تشارك فيه 20 ألف «ناقة» من كل دول الخليج والشرق الأوسط ويتضمن مسابقات للنوق الجميلة بجوائز تصل إلى 10 ملايين دولار، يعني ناقة تحصل على جائزة بملايين الدولارات من ثروة الإنسان العربي الذي يحتاج لكسرة خبز وشربة ماء نظيفة ويموت لأنه يعجز عن دفع ثمن دواء «الانفلونزا». «النوق» محظوظات عربياً وأكرم من الإنسان، يكفي أن هناك قنوات تلفزيونية خاصة بمتابعة أخبار الإبل وسباقها وأحوالها وأخبار المرض والصحة والمزاج ونوع الأكل والبعرة والبعير وأنواع المراهم والكريمات. ترى كم تبلغ ميزانية و«مصروف» «الناقة» الواحدة باليوم؟ بالتأكيد ما يكفي عشرات إن لم يكن مئات الحيوانات التعيسة المسمى إنسان عربي منحوس. على ذكر النوق والبقر والدجاج المحظوظة كان الرئيس علي عبدالله صالح يملك قلباً كبيراً تجاه الإبل والبقر على وجه الخصوص بحسب مقربين أكدوا أنه كان يزورها يومياً، وحدث أن مرضت بقرة فحزن عليها حزناً شديداً وأمر بإحضار طبيب بيطري وربما أوصى بتسفيرها إلى الخارج بحسب مقربين، ولم يقل هؤلاء المقربون في معرض إثباتهم رحمة الرجل، هل تم هذا بعد جمعة الكرامة أم قبلها؟.