في مدن العالم يكافح الناس القمامة كعدو مشترك ... النظافة عندهم هي المطلب والهدف المشترك بين الجميع ، وعندما يرمي أحدهم بقشرة (موز) في الشارع يهب الناس كلهم لرفعها وتطهير الشارع ونهر الفاعل الذي يعتذر عن تلويث وجه البلاد ، ولهذا تجد شوارعهم نظيفة كوجوههم لأنهم يتعاملون مع الشارع كوجه لمدينتهم وعنوان لجمالهم .. للأسف البعض عندنا يعشقون القمامة ويتعاملون معها كسلاح في مواجهة أهلهم ووسيلة في الصراعات السياسية تشبه الخيانة الوطنية ، يمر أحدهم على الشارع وهو مكدس بالقمامة حد العفونة راكباً سيارته آخر موديل من مال الشعب، رافعاً زجاج النوافذ فيبتسم بتشفٍ حقير قائلاً : هم (يستاهلوا ) يكون هذا بالغالب مسؤولاً عن المدينة ونظافتها ويستخدم موقعه لنشر القمامة ولا بأس أن يتبع ذلك بشتم هذا الشعب (البطران) وكل جريمة الشعب انه أراد أن يتخلص من القمامة البشرية المكدسة من أعلى هرم في الدولة إلى أصغر مكتب، وتستغرب عندما تجد مسؤولين يفترض بهم أن يقوموا بمقاومة القمامة كواجب وإذا بهم يتورطون بمؤامرة وتواطؤ لغرق الشوارع بالقمامة وبأسلوب مخزٍ ويجدون سعادتهم في هذا العمل (القمامي) الفريد باعتباره عملاً بطولياً دون حياء أو خجل لا من الله ولا من الناس ولا من أولادهم الصغار , لان الحياء نزع والوازع الوطني قدم رشوة يوماً ما ، والضمير مثقوب بالغالب وأصبح نشر القمامة عملاً رسمياً مثله مثل أي طابور خامس يرافق الثورات لإجهاضها .. التاريخ الإنساني لم يسجل أن بشراً قد حاولوا محاربة شعبهم بالقمامة إلا عندنا كما يجري في محافظة تعز تحديداً .... كارثة القمامة لن تقتصر أضرارها على الشعب وأنصار الثورة و سيصل الخطر إلى الجميع وقد يكون مفترش الرصيف أكثر مقاومة واقل ضرراً من ساكني (الفلل) والقصور الفارهة ولا أرى عملاً شبيهاً لنشر القمامة كنكاية وعقاب إلا ما قام به أعضاء من المؤتمر في مجلس النواب قبل يومين فهم يقومون بالتحريش بين النائبين «عبد الكريم جديان» و«صالح السنباني» وبصورة عارية ومخجلة رغبة منهم بنفخ فتنة طائفية لا يمكن أن يقدم عليها من يمتلك ذرة من وعي وانتماء وطني ، متناسين أن الفتنة اشد من القتل وأن النبش بهذه الفتن تقتل من ينفخها مثلها مثل إغراق الشوارع والأحياء بالقمامة وهي أعمال قذرة تخرج من (نقرة ) واحدة وأتمنى أن يقطع اليمنيون الطريق على هذا الشذوذ ويتعلموا فن الاختلاف وأخلاق الصراع والتعايش ويضعوا خطوطاً حمراء تمنع انتشار واختراق ثقافة القمامات الاجتماعية والسياسية لمسار التباين اليمني كضرورة للحفاظ على اليمن وقيمه الإنسانية الحافظة للنوع البشري من الانقراض بفعل مثل هذه الأوبئة الغريبة على اليمن.