ظاهرة قطع الطرقات ونهب الممتلكات أو ما يعرف بالقطاع انتشرت واستفحلت إلى حد وضع الوطن في مربع الخطر الداهم والانهيار التام لكل مقومات الحياة هذه الظاهرة السرطانية التي انتشرت مؤخراً لتصل إلى محافظات ومناطق لم تكن تعرفها وتشعّبت أسبابها لتقوم على أتفه الأسباب في ظل غياب تام لمؤسسات الدولة وتجاهل كلي من الأحزاب والكيانات القبلية والاجتماعيه رغم أن أوارها قد وصل إلى كل بيت وأقض كل مضجع وكأن هناك من يغذيها وينفث في روحها ألسنة نيران لا تبقي ولا تذر بدأت هذه الظاهرة في نهاية سبعينيات القرن الماضي وفي نطاق قبلي محدود نظراً لسياسة ترسيخ قيم القبيلة على حساب قيم ومؤسسات الدولة وكانت تنشأ بسبب مطالبات مادية لقبيلة أو لأحد أبنائها لدى قبيلة أخرى بأن تقوم القبيلة بقطع الطريق واحتجاز عدد من السيارات كرهينة لدى القبيلة حتى تستعيد حقوقها من القبيلة الأخرى ثم استشرت إلى أن تحولت إلى نهب معدات تتبع الدولة بحجج مختلفة منها اعتداء نافذين على ممتلكات خاصة أو طلب التوظيف وتطورت إلى خطف للأجانب في منتصف تسعينيات القرن الماضي بهدف الحصول على فدىً مالية وهنا مارست الدولة دوراً محفزاً على المزيد من أعمال الخطف للأجانب عندما كانت تخضع لطلبات المختطفين بل وتغدق عليهم الرتب العسكرية والمرافقين مما فتح شهية الخاطفين للمزيد من الخطف في ظل سياسة كانت ترى أن السلاح جزءٌ هام من شخصية اليمني بكل ما يعنيه هذا التوجه من تقوية لشوكة هذه القيم وهدم ممنهج لمؤسسات الدولة لكن الذي حصل في الآونة الأخيرة مثل كوارث حقيقية ويومية يعاني منها جميع المواطنين والدولة على حدٍ سواء حيث وصل قطع الطرق إلى المدن والأماكن المهجرة «المجرَّم فيها الاعتداء أو القتل في أعراف القبائل» وطال المواطنين كباراً وصغاراً في ظل انقسام وضعف مروعين للأجهزة الأمنية وغياب واضح للقضاء وللدولة بشكلٍ عام كما كثرت عمليات قطع الطرقات بغرض نهب السيارات أو الأموال والممتلكات وحتى القتل وأصبح المرور بين الطرقات والمحافظات مغامرة غير مأمونة العواقب .. في هذا المناخ المثخن بالنار ، المثقل بالخوف يتساءل الناس مذهولين: كيف غاب دور الدعاة والوعاظ والأحزاب وعلماء الدين هذا الغياب الكبير الذي ترك هذه العصابات تسرح و تمرح في طول الوطن وعرضه ؟! وعلماء الدين يتصارعون حول قضايا فيها من التفاهة ما يجعل العالم يعدنا مجتمعات مفضلة للسخرية والتندر.. مظاهر القطاع في الفترة الأخيرة : - نهب سيارات من شوارع أمانة العاصمة وبعض المدن تحت تهديد السلاح وخطف سائقيها في بعض الحالات . - خطف بعض المواطنين من أمانة العاصمة وبعض المدن والطرقات لأسباب مختلفة منها التنازل عن دعاوى مرفوعة في المحاكم . - القتل بهدف النهب لوسائل المواصلات ولو أمام عيون عائلة المقتول. - تفجير أنابيب المشتقات النفطية والكابلات والأبراج الكهربائية . - سرقة الكابلات والمحولات الكهربائية. - اقتحام بعض المؤسسات ونهب محتوياتها وغيرها من الجرائم التي ينبغي أن يقف الجميع أمامها بمسؤولية - الحكومة ، الخطباء ورجال الدين ، الأحزاب ، القبائل ، الشباب الثائر – فإذا لم تتكاتف أيادي الجميع وتقطع أيادي الذين يعيثون في الأرض فساداً حتى يرى الناس الأمان رأي العين فسيقطع هؤلاء رأس كل أمل وسيرقصون يوماً وهم أشلاء على أشلاء الوطن بل وسيقطعون دابر الشعب اليمني ويضعون حكمته وإيمانه في مهب الشك الكبير . على الديني والسياسي والثقافي والثوري والشعبي أن يتآزر فعلاً في الميدان لخلق أمان مستدام أمان يكون وسيلة وغاية بل ديناً وديدناً ، عقيدةً ومنهجاً تتفيأ ظلاله كل المكونات المجتمعية وإلا فثمةَ خللٌ كبير وأدواءٌ مزمنة في جسد البنية القيمية تؤذن بالتحلل والتداعي الكبير.