ناقضت إسرائيل التوقعات التي تحدثت عن قرب إنهاء هجومها العسكري على قطاع غزة، بدفعها الآلاف من جنود الاحتياط في المعارك التي تدخل الاثنين 12-1-2009 يومها ال17. وكانت إسرائيل قد أحجمت حتى الآن عن استخدام جنود الاحتياط في المعركة، ريثما يبحث زعماؤها مسألة القيام بهجوم بري شامل على بلدات ومدن غزة في محاولة لتدمير قدرة حماس على إطلاق الصواريخ. ومثل هذه الخطوة ستخاطر بزيادة عدد القتلى والجرحى في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى وقوع خسائر افدح بين سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة والمتكدسين في ذلك القطاع الساحلي الصغير بلا أي طريق للهروب. وقال المتحدث العسكري افي بناياهو للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي "بدأنا اشراك قوات الاحتياط في العمليات في قطاع غزة"، لكن من دون توضيح ما إذا كانت الأوامر قد صدرت للقوات الإسرائيلية باجتياح المناطق المأهولة وهو أمر ينطوي على المخاطرة بوقوع خسائر أكبر في صفوف الجيش الإسرائيلي، وخسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين. وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان الاسود فوق مدينة غزة مع تصاعد القتال في تحد لمطالبة مجلس الامن الدولي بوقف اطلاق النار، الذي اعتبرته اسرائيل "غير قابل للتنفيذ". ودخلت القوات والدبابات الاسرائيلية الاجزاء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة تدعمها طائرات الهليكوبتر وواجهت نشطاء حماس الذين تصدوا لها بالصواريخ المضادة للدروع وقذائف المورتر. وعلى مشارف المدينة تفحص محمود أبو حصيرة أنقاض منزله في منطقة شهدت قبل ساعات اشتباكات بين الدبابات وقوات المشاة الاسرائيلية والمقاتلين الفلسطينيين. وتساءل "أين سننام نحن وأطفالنا.. في الشارع.. ما عاد عندنا أغطية ولا مواقد ولا طعام ولا ماء. كل شيء دمر". وقال مسؤولون طبيون في غزة ان 890 فلسطينيا أغلبيتهم مدنيون قتلوا منذ بدء الهجوم في 27 ديسمبر كانول الاول. وأصيب زهاء 3600 فلسطيني بجروح. وتقول اسرائيل ان عدد القتلى الاسرائيليين بلغ 13، هم 3 مدنيين لاقوا حتفهم بسبب الصواريخ، و10 جنود. تأجيل زيارة القاهرة من ناحية أخرى، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد لن يتوجه إلى القاهرة اليوم الاثنين، وهي زيارة كان يفترض فيها مواصلة المباحثات حول سبل وقف التهريب عبر محور فيلادلفي. ونقلت الإذاعة عن مصادر سياسية مسؤولة في القدس القول إنه "يبدو أن مصر ليست مستعدة بعد لنشر قوة دولية في محور فيلادلفي" مضيفة أن "الحديث عن إنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة سيكون واردا بالحسبان إذا قامت مصر ببلورة جهاز ناجع لمراقبة المحور". وشددت المصادر السياسية على أن إسرائيل ستوسع عملياتها في القطاع، وتنتقل إلى المرحلة الثالثة، ما لم تتلق وعدا بوقف عمليات التهريب من شبه جزيرة سيناء عبر محور فيلادلفي. وقصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية مرارا ما يسمى بممر فلادلفيا على حدود غزة مع مصر والممتدة لمسافة 15 كيلومترا، مستخدمة احيانا ذخيرة "خارقة للحصون" تنفجر تحت الارض وتسبب موجات اهتزازية في محاولة لجعل الانفاق تنهار. محادثات إيجابية في المقابل، شهدت القاهرة محادثات "ايجابية" بين الوسيط المصري ووفد من حركة حماس, فيما تحاول القاهرة انتزاع اتفاق لوقف اطلاق نار في غزة. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن هذا المسؤول الذي لم تكشف هويته قوله، إن نتائج اللقاء بين هذا الوفد ومدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان كانت "ايجابية". وأضاف أن "الآراء كانت متطابقة طوال الاجتماع حول اهمية وقف حمام الدم الفلسطيني هذا في اقرب وقت ممكن". من جهته, قال المتحدث باسم حماس في لبنان اسامة حمدان إن الاجتماع اتاح احراز "تقدم حول بعض النقاط" في المبادرة المصرية, لكن نقاطا اخرى من بين اهم النقاط لم تشهد اي تقدم. واضاف "نرفض بعض النقاط في هذه المبادرة ... لكن هذا لا يعني اننا نرفض المبادرة كاملة". وكان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية اسماعيل خيرت أكد أن القاهرة تجهد لانتزاع وقف للمعارك تمهيدا لأي تفاوض على اتفاق شامل، موضحاً ان الجولة الجديدة من المحادثات مع حماس ستجري مع وفد من 5 اعضاء في حركة المقاومة.