القرارات التاريخية الشجاعة الصادرة عن رئاسة الجمهورية ممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية بإقالة الرموز الفاسدة في المؤسسة العسكرية والبعض من المحافظات الملتهبة أكدت لنا بجلاء مدى حرص القيادة السياسية الجديدة على تحمل مسئوليتها النضالية الوطنية بكل أمانة وحنكة واقتدار وأن حجم وعظمة المسئولية تحتم على الحاكم تحقيق المطالب الشعبية، والانصياع والخضوع لرغبات هذه الأمة في تثبيت من تريد، وعزل من تثبت إدانته متى شاءت.. ناهيك بمن سعى في الأرض فساداً ودمر البنية العسكرية، وحرفها عن مسارها العقيدي، والقيمي، والأخلاقي، وأحالها من السيادة والاستقلال، وحرية وكرامة الأرض والعرض والوطن إلى مجموعة عائلية ديكتاتورية متسلطة لاهم لها سوى النهب، والسلب، وتبديد المال العام، وإقصاء وتهميش، وإذلال أحرار وشرفاء هذه الأمة من رجال القوات المسلحة والأمن وتسخير جل إمكانات القوى البشرية والعسكرية خدمة للزعيم الملهم وجنرالاته كفانا الله شرورهم. القرار بحد ذاته رسالة قوية من رجل عسكري قوي وعليم بخفايا ونقاط ضعف هذه القيادات الكرتونية الهشة موجهة بحزم وصرامة لمن تبقى من مخلفات النظام العائلي والحرس القديم لهذه المنظومة الغارقة في بحار المغانم لا المغارم لما كان يرددها كبيرهم الذي علمهم النهب والفشل وإذلال الضباط الأكفاء الأحرار وإقصائهم من مناصبهم القيادية ومحاربتهم في أرزاقهم، وجاء اليوم الفبرائري الشرعي العظيم بإطلالة ثورته الشبابية الشعبية السلمية المجيدة ليقتص للأمة من أعداء، وسراق، وقتلة أحرار هذه الأمة. ثلاثة عقود من الحكم العسكري الهمجي الاستخباراتي القبيح، ونحن نعيش بين أوجاع مطرقته الخبيثة، وسندان إرهابه وحروبه الممنهجة علينا لا لنا.. لكأننا ومدننا، وقرانا القطيع لهؤلاء العصابة الوحشية التي لاتستطيع العيش والبقاء إلا على النهب والسلب والفيد، والتقطع، والسجون، والقتل والدماء.. ماذا صنع هؤلاء خلال ثلث قرن من الزمن العسكري البليد.. لهذا الشعب الطيب والمسالم والعنيد.. لاشيء على الإطلاق ولعل الخوف والرعب والاستقواء بالعسكر ونهب أراضي وحقوق الناس هي من أولويات مهامهم السيئة والمنكرة.. نقول لهؤلاء الجنرالات المتشدقين بشرعية التزوير لكل الانتخابات السابقة كفاكم تشبثاً بخيوط العناكب الواهنة. وما عليكم إلا مغادرة مناصبكم ومكاتبكم وكراسيكم الصدئة.. ولتعلموا علم اليقين بأن الشعب كل الشعب الذي أولى ثقته عبدربه منصور هادي كرئيس منتخب بحق وحقيقة هو المخول في إزاحتكم تناغماً ورغبة فيما يريده الشعب، وما عليكم إلا الإذعان والقبول بالأمر مالم فالثورة نيران وإعصار كفيل بجرف الحواجز والغثاء ويؤمئذ لاينفع الندم.