لقد أثبت هذا النظام العسكري السابق الهمجي المتوحش خلال العام الثوري والتغييري المنصرم إنه يعيش ملفوفاً في إطار شرنقته الماضوية الضيقة والمتخلفة.. مستقوياً بعدد وعتاد جيشه, وحرسه المقيت المدجج بالجهل, والعنجهية والغرور.. ولاؤه للفرد لا للمؤسسة, وللأسرة لا للوطن.. بعيداً كل البعد عن جوهر ومضمون الروح الانتمائية لهذه الأمة.. ويخيل للإنسان أن هذا الجيش الذي يفترض به أن يكون جزءاً حامياً وحارساً أميناً للأرواح والمقدرات أنه أتانا غازياً ليس إلا, ومنسلخاً تماماً عن أهداف ومبادئ الثورة الشبابية الشعبية السلمية.. ويقيني بأن هذا الانحراف يعد نتاجاً همجياً للثقافة الصالحية المستمدة تاريخها العسكري المأساوي المعاصر من حقبة «عكفة» الإمام الرجعية المتخلفة.. فلا فرق ولاتمييز إذاً بين جيش الامس الكهنوتي وحرس الصالح العائلي فكلاهما وجهان لدموية واحدة.. جنرالات النظام البائد لم يستوعبوا الدرس الثوري بعد باعتبار أن هذه القوة العسكرية البشرية التي أضحت رهن العصابة الأسرية هي بمثابة اقطاعية مادية وبشرية ملك(الأفندم) الذي لايهمه شيئ سوى قهر وظلم الأفراد ونهب حقوقهم ومستحقاتهم وإذلالهم.. وإلصاق التهم الجاهزة بخيرة شبابنا أفراد وضباط قواتنا المسلحة الذين كان من نصيبهم الإقصاء والتهميش, ناهيك عن التصفيات الجسدية, والحروب النفسية, والمناطقية, وقطع أرزاق الكوكبة الوطنية العسكرية عبر العقود الثلاثة المظلمة من قبل قادة بقايا مخلفات الحكم العسكراتي الإرهابي الظالم والمباد.. النموذج الأول على صدقية ماأشرنا إليه آنفاً تلكم المجازر الوحشية الدامية بدءاً بجرائم فاجعة جمعة الكرامة مروراً بما جرى في مدينة تعز الباسلة من أعمال عنف وإرهاب ممنهج حيث قتل المئات, وأحرقوا شرفاء وأحرار هذه الأمة الثائرة في المحرقة «الهيلوكستية» المتهم الرئيس فيها عقداء ألوية وعمداء, وقيادة محافظة تعز المسالمة.. وماحدث في جنوب هذا الوطن العزيز ويجري اليوم في أرحب يؤكد لنا بجلاء أن هذه المؤسسة العسكرية الأمنية المخترقة التي انسلخت عن الدين, والإنسانية والوطن بحاجة ماسة وضرورية لإعادة بنائها من جديد البناء الوطني المؤسسي العلمي والعملي حتى تكون بيد الشعب لا بيد أفراد العصابة الصالحية القاتلة.. نريد من الرئيس عبدربه منصور هادي المزيد من اقتلاع وهدم بئس الأركان العسكرية المنبوذة, وركنها جانباً.. وعزلها عن محيط الثورة الفبرائرية العظيمة.. نقول للرئيس المنتخب: نحن الشعب مع جميع القرارات الهادفة إلى استكمال وتحقيق أهداف هذه الثورة, وعلى من يحاول عدم الرضوخ والانصياع لهكذا قرارات شجاعة وقوية ماعليه إلا أن يرحل مالم فستكون أبواب المحاكم الثورية مشرعة لكل سارق, ومتمرد, وخائن.