خطاب الأخ/محمد سالم باسندوة – رئيس مجلس الوزراء على إثر عودته من دولة قطر الشقيقة أفصح عن مدلوله العميق، وأبان عن مكنون جوهره الوطني الأصيل.. المرتبط بمعاني وقيم حب الوطن. هذا الخطاب العفوي المعمد بالدموع.. أثار لدي، ولدى الكثير ممن شاهدوه وسمعوه عبر التلفاز رغبة بمبادلته البكاء أولاً على ما آلت إليه بلادنا من أوضاع سياسية، واقتصادية، وأمنية سيئة تبعث للشفقة والخوف المتهم الرئيس فيها مخلفات النظام المخلوع باعتبار أن مايطفو على المشهد السياسي اليمني العام هو من تراكمات، واحتقانات وأعباء إرث ذاك النظام العائلي الاستبدادي المخلوع. قال لي صاحبي: أرأيت البون الشاسع بين خطاب الأمس الرسمي الممجوج.. الملطخ بالتعالي، والرتابة، والتكرار، والتهديد، والوعيد وخطاب اليوم المفعم بالصدقية، والتلقائية، والتواضعية الوطنية الدافئة.. والمشحونة بديناميكية المشاعر والأحاسيس الفياضة بحب الوطن بمن فيه ومن عليه من أبناء شعبنا الذين حرموا ردحاً طويلاً من الزمن من أبسط حقوقهم، حريتهم، وثروتهم ، وكرامتهم المصادرة والمذبوحة بسكاكين العصابة الديكتاتورية الرجعية والمتخلفة.. إنها لمفارقات عجيبة.. أليس هذه احدى الثمار اليانعة للثورة الفبرائريه وفاتحة خير على طريق بناء وتشييد الثقافة الذاتية المستمدة من ردح وأصالة المرحلة الجديدة.. مرحلة التغيير في كل شيء نحو الأحسن والأجمل والأفضل.. ابتسمت في وجه محدثي مقاطعاً : أفصح الله لسانك وأطال عمري وعمرك حتى نرى بأم أعيننا.. ونلمس بأيدينا أزكى وانضج وأحلى ثمار ثورتنا وقد حققت لجماهير شعبنا اليمني الواحد الموحد كل الأهداف الثورية الذي استشهد من أجل الدعوة إليها خيرة أحرار وحرائر طلائع شبابنا وشعبنا المناضل الصبور.. ومن هنا أناشد المرابطين في ساحات التغيير والحرية البقاء في أماكنهم المضمخه بشذى أريج دماء شهدائهم وجرحاهم حتى استكمال كافة الأهداف، وأولياتها إزاحة العائلة المصابة بمس الإنهيار من القيادات العسكرية والأمنية، وترحيلهم من شتى المحافظات إلى قاعات المحاكم الثورية جزاءً وفاقاً بما اقترفته أيديهم من جرائم ترقى إلى مستوى الخيانة العظمى وقتل الأنفس المسالمة البريئة وإهدار حقوق الوطن والشعب، وأحذر من الإلتفاف على البقاء في الساحات باعتبارها الضمانة الوحيدة لإنجاح هذه الثورة قاطعني صاحبي بقوله: والله لن نبرح مواقعنا حتى تحقيق كامل أهدافنا وإن دموع التسابيح تختلف عن دموع التماسيح، ومن يبكي علينا لم يخذلنا.