الانفجارات الإرهابية التي برزت منذ الوهلة الأولى لسير العملية الانتخابية الرئاسية ومابعدها أحدثت العديد من التساؤلات المثيرة لدى الجميع.. باعتبارها مؤشراً خطيراً تهدف إلى ضبابية، وتشويش رؤية المرحلة الانتقالية.. وتشى إلى مخلفات الحكم العسكري البائد لفرض خلط الأوراق المفضوحة سلفاً إقليمياً، ودولياً.. ظناً من هؤلاء بقايا العهد الأسري الديكتاتوري المخلوع أن عامل الاختلالات والحوادث الأمنية هنا وهناك.. سيمكن مراكز القوى العسكرية من جلب الاستعطاف نحوهم لبقائهم على كراسيهم النارية.. ناسين أو متناسين أن عجلة التاريخ لن تعود للوراء. كما إن إعادة هيكلة القوات المسلحة على أسس وطنية تحمي أبناء، وسيادة واستقلال الوطن لاتقتلهم بدم بارد باتت أولوية شعبية ملحة وضرورية تلزم من أوليناهم مسئولية هذا الوطن التعجيل في تحقيق الهدف الثوري الثاني للثورة الشبابية الشعبية الصامدة.. كون هذا المطلب الجماهيري الأساس بوابة النصر لإنهاء حكم العسكر، وبناء الدولة المدنية الحديثة ، دولة الحرية، والعدل، والسلام. من هنا فإن المخرجات الشيطانية.. ذات النزعة الإبليسية المكشوفة التي استمرت في الإفادة منها قرابة 33 عاماً من الترهيب أصبحت لاتنطلي اليوم قبل الأمس على حدٍ سوءاً في الداخل أو الخارج.. وليعلم أولئك الذين في قلوبهم مرض التسلط والسلطة المتسلطة على رقاب ومقدرات هذه الأمة أن زمن الوصاية العائلية قد تلاشى بفعل هدير وصيحات الملايين من أبناء شعبنا المرابط في ساحات الحرية والتغيير على امتداد هذا الوطن الواحد الكبير الذي انبرى بأحراره وحرائره هاتفاً بإسقاط النظام إبان 11 فبرائر من العام 2011م. هذا الشعب المكافح، الصابر الصامد.. القوي المسالم.. الأسد الوديع الحالم بمستقبل تسوده الحرية، والعدل، والإخاء، لم تهزه الرياح الظالمة العاتية.. ولم ترهبه الجيوش .. وأزيز رصاصاته القاتلة لشبابنا الثائر.. ولم ولن ترعبه الأزمات والتأزيمات والقمع والسجن والإرهاب طيلة عام كامل أمضاه متجرعاً مصائب وويلات الحرب والدمار في كل شيء. هذا الشعب الثائر الجسور.. القائد لمسيرة ثورته الفبرائرية الحاسمة سيظل هو الشعب رغم مايعانيه من ويلات الحكم الشمولي المشين بكل بشاعة انجازاته القبيحة.. ولأنه سلب حريته وكرامته، وثوراته وثروته.. ولقمته وشربة الماء النقية فإنه بلاشك ولا أدنى ريب هو المسئول عن تنفيذ استحقاقاته الثورية المسطرة بدماء أبنائه الأحرار وفي طليعة هذه المطالب إزاحة قادة الحرس العائلي ضماناً لإسكات الانفجارات، وديمومة ثورة الاستحقاقات. وإن من خرج لإسقاط النظام هو صاحب القرار.