«الجمهورية» قبلة الوطن، وسيمفونية الأمة الناطقة بلغة الحرية والحق الثوري الذي لا يقبل التعدد، فعندما تعالت الأصوات الهادرة المترعة بصيحات وأنات وزفرات وأوجاع شباب الثورة الشعبية العارمة والغاضبة وامتدت لتشمل كافة أرجاء الوطن السليب أرضاً وإنساناً تخلَّق “فبرائر” الإيناع والتفتح والإزهار؛ وولد من رحم هذا الربيع الثوري المتجدد شذا أريج «ثورة الكرامة» المضمخة بدماء ودموع كوكبة الشهداء الأحرار؛ حينها تشكلت أبجدية الرفض لبلاطجة الحكم المستبد والقاتل، وانسلخت الضمائر الحية من ذات الجسد الملطخ بالدماء السلمية والحرة الزكية، وانحازت القلوب والنفوس والعقول بمجمل مبادئها وأهدافها؛ وانبرت للتو نحو اصطفاف الشعب كل الشعب الداعي إلى إسقاط النظام، وكانت «الجمهورية» بقيادة رئيسها الشاب والثوري المبدع الأخ العزيز الزميل سمير رشاد اليوسفي أهم الحلقة الذهبية الرئيسية الصحفية التي ارتمت في أحضان الثورة، ويغيب الفارس اسماً عن سماء «الجمهورية» ليعود مجداً باسمه وروحه بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني ليحلّق في فضاء الحرية ثانية مُعيّناً هذه المرة بقرار من الشعب. في هذا الخضم الثوري الصامد والصاعد انبرت «الجمهورية» تنصهر في ذات ودماء وشرايين الجمهور، وطالعتنا بالكلمة الحرة والصادقة الأمينة، وعبّرت عن مكنونات جماهير الأمة، ويقيناً بأنها ستسير قدماً في التخلي عن ما مضى من إضفاء الألقاب والمبالغة في وصف الحكام إلى حد التأليه أحياناً. هذه المؤسسة الصحفية الثورية الرائدة التي اختارت الشعب على ترغيب وترهيب السلطة؛ ولأنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كل حرية وثورة وإرادة واقتدار هذا الشعب الثائر؛ لأنها كذلك لم تعجب بقايا نظام سراق حرية وثقافة وتراث شعبنا المناضل الذي شبّ عن الطوق فغارها ما رأته في «جمهورية» الثورة لا الفرد؛ فأرسلت بلاطجتها - كما هو دأبها - لغرض النيل من مكتبات «الجمهورية».. نقول إن ما كان تائهاً لن يعود، ولا حياة لمن قد مات، ليفهم أولئك المصابون بداء النفعية والتبعية والوصولية على حساب قيم ومقدرات ومكتسبات جماهير أمتنا الثائرة في كل ساحات وميادين الحرية والتغيير والتطهير من أدران وفساد الحكم الشمولي البائد. إن الذين دفعوا وقدّموا أرواحهم ودماءهم الزكية قرباناً لحماية الجمهورية mالوطن؛ باستطاعة أحفادهم ثوار اليوم أبناء الحاضر وكل المستقبل أن يدافعوا عن «الجمهورية» الكلمة الحرة والصادقة الأمينة. وقديماً قيل وحاضراً نقول: لا تبعية ولا فوضوية ولا وصاية لفاسد مفسد علينا بعد اليوم.. وعاشت «الجمهورية» مائدة ثورية ندعو لتناولها الثوار على شرف الشعب الجائع الثائر.