18 مارس عام الثورة الربيعية اليمنية يؤرخ لميلاد انتصار الدم المسالم المظلوم على رصاصات القتل, والإجرام للنظام العسكري الشمولي الظالم المهزوم الذي انكشف وتعرى أمام العالم أجمع وأبان عن مخزون أحقاده بدمويته, وخيانته المفضوحة العظمى للأرض والإنسان في ذلك اليوم المشهود الذي ودّعت فيه اليمن كل اليمن كوكبة من خيرة ثوار وأحرار شباب هذه الأمة التي زفّت هؤلاء المشاعل الشبابية الثورية إلى جنة الفردوس بعد أن ذاقوا حلاوة الشهادة في جمعة الكرامة على أيادي بلاطجة القيادة ورموز الإرهاب السلطوي الممنهج القائم على الفساد والإفساد, والقتل والنهب والاضطهاد بالقمع, والسجون, ومصادرة ثروات وأرض البلاد والعباد.. لقد هزت «جمعة الكرامة» ضمائر الشرفاء في كل أرجاء العالم.. فتعالت الأصوات الثورية, وانبرت النفوس الأبية, وتقاطرت المجاميع البشرية لتنضم إلى ساحات التغيير والحرية لتدافع عن شبابها وثورتها حتى إسقاط النظام الكهنوتي الاستبدادي, الإجرامي المتخلف وبناء الدولة المدنية الحديثة. إزاء ذلكم المشهد التراجيدي المشؤوم والمرفوض سقط النظام الصالحي المجنون المبني على القش والهشاشة, وغرق للتو في بحر من الاستقالات.. التي تلاها تهاوي زيف السلطة الصنمية بشتى مفرداتها المرتعشة بفعل صيحة الثورة, وانتصار الشهادة. على الرغم من فاجعة هذا اليوم الاستبسالي الشجاعي العظيم الذي افتقدنا فيه مايربو على الستين شهيداً بالإضافة إلى المئات من الجرحى, والمعوقين والمختطفين إلا أن الزخم الثوري ازداد اشتعالاً, وتوهجاً واتساعاً.. تولّد من بين جنباته بقاء وديمومة الثورة.. وانهزام ورحيل القتلة باعتبار أن الشعب الصانع الأول للثورة والتغيير, ومعمّد مسارها النضالي التحرري المنشود بدماء فلذات أكباده الشهداء الأحرار شذا أريج ثورته الربيعية الفبرايرية المباركة والعنوان الرئيسي لمستقبل هذا الوطن الجديد الصاعد من بين عظمة, واستشهاد, ونقاء, وصفاء شهداء الثورة الشبابية الشعبية الخالدة.. التي صنعت ملحمة 18 من مارس بمضامينه السلمية المستعدة للتضحية والفداء قرباناً لاستعادة حريته وكرامته, وثروته وسيادته المنهوبة قرابة ثلاثة عقود من الزمن الهلامي الأرعن الجاهل الذي أسقطته شرعية الشعب وستسقط مخلفاته العسكرية المتطفلة جماهيز أمتنا المناضلة المستمرة عبر ساحات التغيير والحرية حتى استكمال آخر ماتصبو إليه من عزة ورفعة وكرامة.. إن من خرج لإسقاط هذا النظام الفاسد المعتق بالفساد, والإفساد بكل نرجسيته القبيحة الوقحة لكفيل بإزالة وترحيل ماتبقى من طفيليات وبلاطجة وقتلة, وتنقية ترابه وسماء هذا الوطن من تلك الفيروسات على أيدي هؤلاء الشباب صنّاع الثورة, وبناة وطن الحرية والعدل والكرامة.