قال لي صاحبي بصوت يعتصره الأسى والغضب:رؤساء دول العالم الثالث، عرفنا عنهم ماضياً وحاضراً بأنهم يستميتون في حب السلطة والتفاني في بناء الجيوش الجرارة لحماية الزعيم، وعائلته، وثرواتهم التي تقدر بمئات المليارات والمنهوبة من أموال الشعوب المحرومة والمظلومة.. وإذا مافكرت الأمة بفضحهم، والخروج عليهم وخلعهم، واستئصال أورام سرطاناتهم الخبيثة تراهم يستشيطون غضباً، ويسلطون حمم جيوشهم، ورصاصات أمنهم، وسياط عذاب استخباراتهم على شعوبهم الفقيرة، الجائعة، والمظلومة من أجل بقاء، وشقاء هؤلاء الحكام الظلمة، والمستبدين حتى لو أدَّى ذلك إلى قتل نصف أو كل الشعب!! ليحيا الزعيم!! هززت رأسي لمحدثي الغاضب من هكذا رؤساء بلا رؤوس، وعقول أضلها جهلها المركبّ.. فقاطعته قائلاً: كل ما سمعته منك في هذه العجالة يمثل عين اليقين، والدليل على صدقية ما أشرت إليه آنفاً إندلاع الثورات الربيعية عام2011م المنصرم،وانفجاراتها الشبابية الشعبية المسالمة في وجوه هؤلاء الحكام رموز الفحشاء والمنكر، والنماذج المسببة للظلم والقهر والإرهاب والفساد والجهل والإفساد.. الذين قذفت بهم عواصف الثورات إلى مزابل السقوط.. بدءاً من تونس، مروراً بمصر الكنانة، وليبيا واليمن وصولاً إلى سوريا التي تعاني من سوء، ورياء، وزيف سلطتها المعتقة بالجرائم أبشع الويلات.. إما أن يحكمك أو تموت!! قاطعني صاحبي بقوله: أكبر غلطة اقترفناها الأمس، ونتحمل أعباء أوزارها ومساوئها وسيئاتها اليوم بأننا ارتكبنا الحماقة والخيانة العظمى وأتينا بمن لايستحق أن يحكمنا فأمرناه علينا.. فذبح حريتنا، وأباح أرضنا، وعرضنا، وثروتنا، وأهدر دماءنا ودموعنا وأهان كرامتنا، وأعلن الحروب فيما بيننا، خلال ثلاثة عقود من الزمن الاستبدادي الرجعي المتخلف لهذا النظام الإرهابي المشئوم.. وعندما دقت ساعة الصحوة اليانيريه وأطلقت الصوت المدوي في أرجاء العالم الكبير الشعب يريد اسقاط النظام انزعج رأس هذا النظام الوحشي الأناني الفردي المتغطرس وأراد عبثاً أن يسكت صيحة هذا الشعب القوية العاتية، فلم يستطع فبادر للتآمر على اجهاض هذا الصوت الثوري الهادر من خلال إرسال بلاطجته المدججة بسلاح هذه الأمة فكانت جمعة الكرامة المثل الأعلى للثورة الشبابية الشعبة التي عرت هذا النظام وكشفت عن وحشيته الملطخة بدماء أحرار وحرائر يمن الحرية، والعزة والكرامة صناع الثورة والشهادة والانتصار.