تنزع الشعوب والأمم إلى ضرورة التدوين لأهم الأحداث التاريخية ذات العلائق بالحياة البشرية الحافلة بالسجلات،والمناسبات الدينية، والوطنية الفردية والمجتمعية وظل هذا التقليد متبعاً وسائداً حتى يومنا باعتبار أن هذا التخليد جزء لا يتجزأ من التاريخ الأممي المسيطر لمناسبات، وملاحم كفاحات، ونضالات البشرية بأسرها. من خلال هذا الاستقراء المقتضب بطرح البعض من النماذج الفردية الوحشية الحاكمة عبر الحقب بدءاً بنيرون المجنون الذي أحرق روما.. ومضى يغني على أطلالها.. مروراً بموسيليني إيطاليا، وذي نواس الحميري صاحب الأخدود وصولاً إلى الحكام الصهاينة وجرائمهم البشعة بحق شعب فلسطين والإبادة الجماعية للشعب الكردي للعراق، وما جرى في حماه، ويكرره بشار في سوريا وما حصدته الحروب المعاصرة في اليمن على مدى ثلاثة عقود خلال الحكم الصالحي المخلوع،كل هذه الأفعال الإجرامية العسكرية الفردية..المنافية للعقلية الإنسانية السوية ولدت العديد من المآسي، والاحتقانات والتراكمات التي دفعت بكل الأمة المظلومة إلى الاهتمام بتدوين وتاريخ مسيرة الحياة بحلوها ومرها.. فنجد مثلاً أن شعب روما لم يهتم بعيد ميلاد مجنونها الحاكم القاتل بل ركز على تحديد لحظة يوم النكبة المشئومة الذي قتل الناس ظلماً وخرج من ذاكرة التاريخ والمكان والزمان لكونه بلا ميلاد.. وأمثال هذا الطاغية قذفوا إلى مزابل النسيان، وبقيت مساوئهم حتى اليوم. أي ميلاد يهلل له بعشاق الدم وأصدقاء الخراب، والدمار والحماة للإرهاب، وأي ابتهاج وعيد ينشده مخلفات نظام ذي نواس اليوم وقاتل شبابنا الأحرار، ونسائنا الحرائر، بدم عسكري مصاب بجنون السلطة، وأمراض العظمة المسحوقة بصيحات رجال الثورة الشبابية الشعبية التي أرخت بدماء شهدائها الأبرار بداية الميلاد الأول للشعب اليمني الثائر على طاغية العصر الذي أهلك الحرث والنسل، وشطر الأنفس قبل الأرض..ونهب خيرات هذه الأمة.. حريتها، وكرامتها ومستقبلها خلال ثلاثة عقود إبليسية،أمضاها هذا الرئيس المخلوع جاثماً بكوابيسه الثقيلة على صدر هذه الأمة..لست أدري ماهي المشريع الواهية التي يتبناها ذلك النظام المدحور أم إن الأمراض النفسية وقلة الحياء تدفعه لممارسة ألاعيبه القديمة بقوالب جديدة فجة بعيدة كل البعد عن الواقع الثوري الغاضب، لقد كان الأجدر بالنظام البائد أن يختفي تماماً عن المشهد السياسي، ليريح ويستريح وأن يستغل عامل الحصانة ويتوارى بجرائمه وأحقاده عن المشهد تماماً وإذا به يطالعنا بواسطة منظومة العصابة الصالحية التي تدعو للابتهاج بعيد ميلاده السبعين لكأن ليس في الأمر أمر، إنه الجهل المركب...فهل من معلم..مالم فالمصحة تسع المجانين.