يعد 11 من فبراير العظيم يوماً ربيعياً تاريخياً مشهوداً وعلامة فارقة، وفاصلة بين عهدين، عهد مضى وانقضى وفي طريقه إلى الزوال ..وعهد ثوري جديد ومجيد يعج ويضج بالزخم الشعبي العارم الذي ما انفك يواصل بعزيمة وإصرار وصبر لا يلين مسيرته الثورية حتى تحقيق واستكمال أهداف ثورته الفبرايرية المباركة التي جاءت بمثابة إنقاذ للأرض والإنسان من شر الأنظمة الديكتاتورية العفنة وما خلفته وراءها من فساد وإفساد، وقمع وإرهاب، وتفقير وتزوير، وتخريف وتحريف مما أدى إلى حرف البوصلة الثورية والاتجاه المعاكس صوب تأسيس وبناء أنظمة فردية أسرية متسلطة على مكتسبات ومقدرات هذه الأمة. 33 عاما وشعبنا اليمني يرزح تحت نير العبودية والاستبداد وتفسخ القيم وتكريس ثقافة الأحقاد وإذكاء نار الفتن بين أطياف المجتمع الذي استطاع هذا النظام بفعل إحكام هيمنته وقبضته العسكراتية والاستخباراتية أن يفرق ولا يسد يهدم ولا يبني يمزق ولا يوحد يجوّع ولا يطعم يخوف ولا يؤمن وتأتي هذه المعطيات التراجيدية التي غذتها السلطة ورعتها وسعت لتعميمها بواسطة إعلامها السلطوي المضلل قرابة 33 عاماً من التجاهل الممنهج والمنظم وكان هذا النجاح طيلة تلك الفترة الطويلة سبباً رئيسياً في الإيغال والتمادي لخنق جماهير امتنا الصامدة وإقصائها عن مشاهد ما يجري فاشتعلت الحروب تلو الحروب بين السلطة والشعب دون أي سبب يذكر أو يبرر لقيامها وتكرار مأساويتها ومساوئها دفع شعبنا خلالها الكثير من الخسائر الفادحة على حساب عرق ودماء ودموع السواد الأعظم من الناس وكان الإرهاب أحد الأدوات الرابحة في يد السلطة لابتزاز العالم إقليمياً ودولياً وأصبحت اليمن وأبناء اليمن الذين يطحنهم الجوع والخوف في نظر العالم محل شك وريبة نتيجة للممارسات الظالمة للحكم النرجسي الفردي المتخلف الذي زج بالبلاد والعباد في أتون مفردات شيطانية مدمرة لقاء الحفاظ على مصالحه للبقاء على كراسيه الهشة وليكن ما يكون. باختصار شديد لقد كانت الهبة الشعبية الغاضبة والقوية العارمة التدشين الأول والإرهاص لمقدمة الثورة الشبابية الصامدة والصاعدة التي اقتلعت أوتاد الخوف وتشبعت بالفعل الثوري المقدام ودعت لإسقاط النظام الفاشل وهذه الدعوة الثورية المدوية لم تأتٍ من فراغ ولكنها أتت كنتيجة حتمية لتصحيح المسار اليمني أرضاً وإنسانا لتقطع بسلميتها وثقافتها وحضارة شعبها رجالاً ونساء دابر الحكم الظلامي البغيض وأجندته الساعية إلى التوريث والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نجحت ساحات الحرية والتغيير في تحقيق أهداف الثورة؟ ويأتي الجواب بنعم ولم يبق لها سوى نبذ العنصرية والمناطقية والفئوية والمذهبية والاتجاه صوب استكمال أهداف الثورة إنها الثورة حتى النصر “ويومئذ يفرج المؤمنون بنصر الله”.