* هذه هي تعز الجميلة والحبيبة والوديعة المسالمة.. لم تشهد عبر تاريخها الحضاري أبشع حكم ديكتاتوري عسكري تمييزي مهين امتد لثلاثة عقود جهنمية مذلة.. كسائر مدن وقرى بلادي رزحت تحت العبودية، والقهر والاستبداد فكان ل“تعز” نصيب الأسد في التمييز والتهميش والإقصاء من قبل هذا النظام الصالحي الجهوي المباد.. الذي آمن بأن عسكرة المدن والقمع والإرهاب والإذلال ونهب دماء ودموع وعرق هذه الأمة الكفيل بترسيخ حكمه وعائلته وعصابته المعتقة بالنرجسية والجهالة و اللصوصية.. * على الرغم من جيوش وحراس أبرهة هذا العصر المشين المدججين بثقافة القتل والإبادة لكل جميل وعظيم عانت تعز الطيبة المطيبة بطهارة ومدنية وحداثة رجالها وحرائرها صنوف أحقاد عذاب بئس النظام السابق. إزاء هذا الوضع المتخلف العقيم.. كادت تعز العزة والرجولة والكرامة تنغمس في المستنقع السلطوي الترهيبي والترغيبي المنتن إلى التطبع والتدجين والقبول بالأمر الواقعي، التمييزي والنهبوي للحرية والثورة والثروة الموزعة بين هؤلاء المسوخ الذين أطلقوا خيول وبغال الحاكم المطلق لتدوس بحوافرها الدامية أحلام وآمال وابتسامات شعبنا اليمني المظلوم. * أيها النظام البائس المنزوع.. لكَمْ وكم لبست الكثير من الأقنعة، وحاولت مراراً أن تسحق الذاكرة الثورية وأن تطمس الهوية الحضارية والسلمية لهذه المحافظة الثائرة بشبابها وحرائرها الأخيار، وحينما سقطت كل الأقنعة وانطلقت صيحة ثورة 11 فبراير 2011م أصبت بالذهول وجن جنون الزعيم الوهم فاستخدم القتلة كما حدث في جمعة الكرامة ليقهر عبثاً تعز العزة، والثورة والانتصار والسباقة أبداً في إسقاط الأنظمة الدموية الفردية العسكرية الرعناء. * تعز العزيزة بخلود تاريخها وكبرياء وتواضع وعظمة مثقفيها على اختلاف أطيافهم هي من لقنتك الدرس الثوري الأول المنبثق من ساحات وميادين التغيير والحرية على أيدي شبابنا الأشبال وأحفاد الرجال.. الرجال.. فهلا وعيت هذا الدرس.. * هاهي تعز العزة ترفع عشاقها عبر الهامات، وتسقط قتلة وفساق وسراق أرواح وكرامة وعيون هذا الوطن. إنها تحتفل اليوم بتحقيق بعض أهدافها.. حتى يحين موعد استكمالها.. وأنها لماضية في مسارها الثوري المعبد بدماء شهدائها وحرائرها.. غير عابئة بمخلفات النظام البائد الغارق بنيران خرابه ودماره للأرض والإنسان.. تعز اليوم تحتفل بمحافظها الجديد الطالع من بين جنان شهدائها ومن رماد جثث أبنائها المحروقين بنار جرم وخبث ذلك النظام المتعطش لدماء ودموع وعرق المظلومين والمحرومين.. نريد من المحافظ الجديد شوقي أحمد هائل السعيد أن يرفع عن مبسم مدينتنا تعز المسالمة لعنة المعسكرات الظالمة وأن يعيد لتعز روحها الإبداعي الجميل الحرية والعدل والكرامة.