كنت قد نشرت مقالاً تحت عنوان (الجمهورية والحوثيون محلك سر !) انتقدت فيه بشدة صحيفة "الجمهورية" ورئيس تحريرها الاستاذ / سمير اليوسفي نقداً موضوعياً مهنياً متعلقاً بخبر تم نشره عن الحوثيين في صدر الجمهورية بتاريخ 7 / 4 / 2012 م أشبه بمقال الرأي منه إلى الخبر, وفوجئت صباح يوم 10 / 4 / 2012 م بمقالي ينزل في "الجمهورية" نفسها وبكامله دون زيادة أو نقصان مع ما حمل فيه من نقد لاذع لرئيس تحرير "الجمهورية" ولبعض رموز النظام. وأنا هنا إذ أقدر للأستاذ/ سمير رشاد اليوسفي نشره لمقالي في سابقة هي الأولى من نوعها في الصحافة الرسمية اليمنية أن ينشر مقال ضد الصحيفة ورئيس تحريرها على صفحاتها. فإنني في نفس الوقت أعلن اعتذاري للأستاذ سمير و للصحيفة – ليس بسبب ما ورد في المقال من نقاط موضوعية والتي لا أزال مصراً عليها - لكن لسببين مهنيين أيضاً: 1 ) كان يفترض بي أن أرسل مقالي هذا إلى صحيفة الجمهورية ابتداءً قبل أن أقوم بنشره في مواقع أخرى واذا لم يتم نشره أقوم بإرساله إلى غيرها , وقد نصحني بذلك الأستاذ / محمد عايش رئيس تحرير صحيفة الأولى اليومية , فقلت له حرفياً: (مش معقول ينشر اليوسفي مقال ضد نفسه في الجمهورية) لكن غير المعقول حصل. 2 ) تحاملت كثيراً على الاستاذ / سمير اليوسفي في المقال من ناحية أني لم أذكر محرر الخبر الاستاذ/ فائز الأشول أو أحمله حتى جزءا من المسؤولية , وبصراحة فقد تعمدت ذلك لمسؤولية رئيس التحرير المهنية على الأقل لما ينشر وحتى أدفعه لممارسة رقابة مهنية أكثر على محرري الأخبار في الصحيفة. كما أني أشيد كذلك بكلام الاستاذ / سمير اليوسفي عندما تواصلت به تلفونياً ، حيث قال لي: إن الصحيفة مفتوحة لمختلف مكونات الشعب ولكل الآراء المختلفة وأنه لا يوجد لديه مانع من نشر مقالات لأي جهة . وبهذه المناسبة أدعو كافة الكتاب والذين كان محظوراً عليهم الكتابة في الصحافة الرسمية الى اختبار ذلك الانفتاح الذي أبداه رئيس تحرير الجمهورية , مع أن نشره لمقالي برهان على كلامه إلا أن السؤال هو : هل سيستمر ذلك الانفتاح وإلى متى؟ . فعلاً بدأنا نقطف ثمار الثورة , وهذه هي المرة الثالثة التي أحسست فيها بهذا الشعور حيث كانت المرة الأولى عند عودتي من القاهرة بعد أكثر من ظهور إعلامي لي انتقدت فيها بشدة رموز النظام الحاليين والسابقين وكان دخولي من المطار سهلاً وثقتي في نفسي عالية جداً , والثانية عند توقيفي من قبل الأمن القومي في مدينة سعوان قبل أسابيع أثناء قيامي بعمل بحث حول نازحي صعدة ومنهم نازحو يهود آل سالم , حيث تم احتجازي لساعات فقط وكانت المعاملة جيدة وبمجرد انتشار خبر الاعتقال صدر قرار بالإفراج الفوري عني , فشكراً للثورة وأعجز عن شكر شهدائنا الأبرار الذين سقطوا لننعم نحن ببعض من الحرية التي حرمنا منها لعقود. إن هذا التوجه الجديد ل "الجمهورية" عبر طرح وجهة النظر الأخرى حتى وإن كانت ضد الصحيفة نفسها ورئيس تحريرها لهو سبق ليس في الصحف الرسمية فقط وإنما على مستوى الصحافة اليمنية بشكل عام , وأنا لا أبالغ في ذلك وعلى من يخالفني وجهة النظر أن يأتيني بصحيفة نشرت مقالاً لاذعاً ضد الصحيفة ورئيس تحريرها وبالاسم . وأتمنى أن تستمر "الجمهورية" على هذا النهج وأن تحذو كل وسائل الإعلام الرسمية المقروءة والمسموعة والمرئية حذوها. تحياتي للأستاذ/ سمير اليوسفي وللعاملين في الصحيفة.