شهدت الأسابيع القليلة الماضية حملة إعلامية ظالمة على الحوثيين شنّتها وسائل إعلام محسوبة على أطراف سياسية معينة بمختلف الوسائل والأدوات الإعلامية من صحف ومنشورات وقنوات تليفزيونية وحتى منابر المساجد التي استخدمت أيضاً في شن الحملة الظالمة ضد الحوثيين في تناغم مع السفير الاميركي غير مسبوق ولا معهود في تاريخ المسلمين, حيث يصل الأمر بجماعة من المسلمين إلى أن تتناغم مع من حذرنا القرآن من موالاتهم من اليهود والنصارى إلى هذا الحد ضد أبناء الأمة الإسلامية. الأمر الذي يثير دهشة كل مراقب ومتابع للمشهد الإعلامي هو أن السفير الاميركي ما يلبث أن يطلق تصريحاً ضد الحوثيين حتى تكشر تلك الأطراف عن أنيابها وتطلق العنان لوسائل إعلامها المختلفة لممارسة أقذر أنواع الدعاية والحرب النفسية ضد الحوثيين وكأن هناك خيطاً خفياً يربط بين تلك الأطراف السياسية والحزبية والدينية وبين السفير الامريكي بصنعاء, فتلك الوسائل الإعلامية بقدرة قادر تغضب لغضب السفير الاميركي خاصة عندما يتعلق الأمر بالحوثيين. تلك الأوساط الإعلامية تمارس الانتهازية الإعلامية مثلما يمارس القائمون عليها الانتهازية السياسية عبر تاريخيهم المليء بالتناقضات والكذب والتدليس والادعاءات الزائفة المغلفة بشعارات دينية ظاهرها الرحمة لكن حقيقتها العذاب, فتلك الأوساط الإعلامية هي من سبّحت بحمد علي عبدالله صالح طيلة 30 عاماً ثم انقلبت رأساً على عقب تنهش في تاريخه ومسيرته وشخصيته دون خجل أو حياء أو وازع من ضمير أو رادع من دين رغم أن تلك الأوساط كانت شريكاً أساسياً مع صالح طيلة سنوات حكمه وهي من استفادت منه أيما استفادة. تلك الأوساط الإعلامية هي انعكاس حقيقي لمن يقوم عليها ويحركها وفق مصالحه الأنانية الضيقة على حساب كل القيم والأخلاق والأعراف, فهي تمارس الانتهازية أحياناً على حساب الدين وأحياناً أخرى على حساب الوطن وتارة تمارس الانتهازية الإعلامية على حساب أمن الوطن واستقراه وتارة أخرى تمارس الانتهازية الإعلامية على حساب لقمة عيش المواطن ورفاهيته الاقتصادية, فهي وسائل إعلام هدامة لا يهمها شيء سوى مصالح القائمين عليها فحسب. اليو وفي تناغم مزرٍ مع تصريحات السفير الاميركي بشأن ما يسمونه الخطر الحوثي تطل علينا تلك الوسائل الإعلامية المأجورة تملأ الدنيا ضجيجاً وصراخاً بشأن ما تسميه التمدد الحوثي ومحاولة ربط الحوثيين بأجندة خارجية تسميها تلك الوسائل الإعلامية الأجندة الفارسية أو الشيعة الاثناعشرية رغم علم تلك الوسائل جيداً أن الحوثيين هم جزء حيوي أصيل من مكونات الشعب اليمني عبر تاريخه الطويل المتمثل بالمذهب الزيدي الوسطي المعتدل الذي تعايش مع كل المذاهب الأخرى في اليمن ولم يكفر أياً منها يوماً من الأيام. يبدو أن من يقفون وراء تلك الوسائل الإعلامية المأجورة والمتناغمة مع السفير الاميركي بصنعاء تنوي تكرار تجربتها المريرة في الثمانينيات عندما كانت تنعق كالغربان وهي تتباكى على الإسلام من الشيوعية ومن خطر الزحف الأحمر على الأمة الإسلامية وهي في حقيقة الأمر لم تكن تخدم الإسلام أو تدافع عنه وإنما كانت تخدم الصهيونية والرأسمالية الغربية لقاء دولارات معدودة ضمن صفقة عقدتها في ذلك الوقت مع قيادات الحركة الصهيونية والرأسمالية الغربية, واليوم يبدو أن الأمر قد عاد لكن بحلة جديدة وهي التباكي على الإسلام من خطر الشيعة الرافضية والأجندة الفارسية, غير أن تلك الأوساط الإعلامية لم تعد تدرك اليوم أن الناس قد فهموا ألاعيبها الغبية وأنه لم يعد بالإمكان تمرير مثل هذه الترهات فيما تردد من قبيل الحوثية والرافضية والفارسية وغيرها من المصطلحات الدعائية على أبناء شعبنا الذي يعرف جيداً حقيقة الحركة الثورية النقية. باحث بمركز الدراسات والبحوث اليمني [email protected]