ترى أي قدر يربط حمدين صباحي وعبدالمنعم أبو الفتوح؟ لمع نجمهما معاً قبل 35 عاماً، ترأس كل منهما اتحاد طلاب جامعة القاهرة، يحسب لهما الوقوف ضد السادات نهاية السبعينيات في مناظرتين جريئتين، خوضهما اعتقالات سبتمبر الشهيرة كأصغر معتقلين أيضاً، تميزهما بروح التجديد ومحاولات انفتاحهما على جميع التيارات، استمرار معارضتهما لمبارك وتميزهما في قيادة العمل النقابي خلال فترة مهمة من حياتهما المهنية “نقابة الصحفيين - نقابة الأطباء”، إضافة إلى شأن النضال العام وقيمته بين الناس في الميدان والشارع، وصولاً إلى تمردهما التنظيمي ونيتهما المبكرة الترشح للرئاسة حتى أصبحا اليوم من أهم المرشحين للرئاسة في مصر.. [توضيحاً فقد تمرد حمدين الناصري قبل أكثر من عقد وأسس حزب الكرامة، بينما تمرد أبو الفتوح الإخواني مؤخراً على خلفية اتخاذه قرار الترشح منفرداً ما يخالف منهج الإخوان في الطاعة]. على إنني أعتقد بأن مصر ستنجو بفريق رئاسي فارق ومتماسك همه المصلحة العليا وعدم خذلان روح الثورة بزعامة حمدين وأبو الفتوح، يحاذيهما وبشدة - رغم عديد فوارق في الامتيازات والقدرات الذاتية والتراكمية - المستشار القدير جداً هشام البسطويسي المرشح عن حزب التجمع اليساري. وطبعاً مع ميلي النفسي الكبير لحمدين الذي أراه يتفوق على أبو الفتوح بمسيرته البرلمانية المشهودة لأكثر من دورة فيما مضى، إلا أن أبو الفتوح الذي تزعّم الإخوان في فترة سابقة يعد من القيادات النوعية للجماعة التنظيمية الأكبر في مصر، وكذلك يصنف كواحد من أهم كوادر الإخوان المقبولة أكثر من غيرها على المستويين النخبوي والشعبي. عموماً: ليتهم جميعاً كانوا واحداً “البسطويسي وأبو الفتوح وحمدين”..!