إهداء: إلى المعزة الأسطورة القدوة, التي علّمت راعيها كيف يعبد لعنتها, فعلم ذلك لشعب بأكمله.. هذا أقل مايستحقه.. أن نعلن ثورة عليه في كل شبر من هذه الأرض, مع كل قطرة استنزفها, مع كل حلم قتله, وكل جرح خلقه, وكل دمعة كان سبباً في سقوطها, وكل أنة خرجت من نياط قلب محروم كان وحده سبب وجودها.. مع.. مع.. مع، فإلى متى السكوت عنه..؟!! فالعجيب في مجتمعنا اليمني أننا نحتاج فيه لثورات وثورات, لاثورة على نظام فاسد, وشلة سرق, بل ثورة على السلاح, الذي يحمل فوق الأكتاف كحرز من الشياطين والجن, وثورة على الزواج المبكر, فهناك من يلقي بابنته لمغترب, وهي في ال12, لتموت في غرف العمليات عند الولادة, وثورة على الأمية والجهل التي تغزو بلادنا المتعلم والجاهل.. وثورة.. وثورة.. وثورة.. لكن ثورتنا على القات هي الثورة الأكبر, فهو الوباء الذي استنزف حتى آمالنا ومستقبلنا.. أنا لاأتكلم جزافاً, وكتبت ل3 سنوات قصة بعنوان: (اللعنة الخضراء), وهرعت بها من مكتب إلى مكتب حتى تمزق حذائي, حتى وصلت إلى جمعية مكافحة القات, وفي قلبي ماتبقى من أمل أنهم يستثمرون هذا النص,كونه الوحيد في اليمن يتحدث عن أكثر من 30 قضية سببها القات, ويحوي بدائل وشواهد ومشاريع وقصصاً واقعية, جمعتها من أعوام, وذلك بقالب قصصي تحدث عنه ناقد عربي قائلاً: -«يفترض بأي يمني لو قرأ هذا الكتاب, أن يعاهد الله أن لايمضغ عوداً واحداً من القات, ويقتلعه من كل شبر فيها, لكن من يسمع صوت ياسمين» وعند ما أصل إلى جمعية مكافحة القات يقول لي المسؤول: - والله أبدعت ياأستاذة, لكن تحتاج هذه القصة إلى تخزينة بقات ضخم عند قراءتها, ثم يضعها في الدرج, وتمر السنون.. كأن القات ليس مجرماً, كأنه ليس سبباً في الفقر والجوع والسرطانات والغربة والمرض والطلاق والفساد الذي يعم كل شبر من مرافق الدولة, فالموظف بقيمة القات يبيع دولة, ففي حين يرتشي الموظف في أي بلاد, ليعلم ابنه, أو يعالج مرضه, أو يبني بيتاً, يثور اليمني ويتراجع لأجل ربطة قات، وذاك الذي باع ابنته الصغيرة في ال11 من عمرها لأجل قيمة القات, دليل واضح على لعنة القات التي لاتعرف أبوّة أو أمومة أو حتى إنسانية.. ألا يحتاج هذا الشيطان لثورة, ثورة حقيقية, ألا يكفي ماعشناه معه؟, لكن حتى وإن لم تثوروا, سأعمل ليلاً ونهاراً لأوصل كتابي إلى كل بيت, إلى كل روح, مهما كلفني من قهر وظلم ووجع, وسأثبت لجمعية مكافحة القات, عندما ينشر كتابي خارج اليمن حتى لو بعد 50 عاماً, أنه من الممكن قراءته من غير قات ضخم, وأنهم لايساوون بلافتاتهم الكبيرة, والدعم الذي يدخل أرصدتهم يشترون به قاتاً ضخماً, سطراً واحداً, من وجع أحرف روايتي التي سيقرأها العالم يوماً ما, وسيؤمن بقضية ثورة القات.. وللقات شكري.. لأنه لولا لعنته ماكتبت ولا أبدعت بسطر واحد من روايتي المغمورة.. وسأثور عليك دائماً وأبداً.. ملاحظة: للقراء الفضلاء.. شكري لنبلكم وإحساسكم, لكل من تواصل معي ثناءً ونقداً, أنا وحرفي نبض لأفراحكم وأتراحكم.