الجميع يعلم حقيقة ما يدور في الوطن، وما هي الألاعيب التي يحاول اللانظام البائد أن يجعل لها وجوداً، وقد قال سلفاً: إنها خيار عدم القبول به، وما تزامن تصعيد وتوسع تلك الأعمال مع وبعد صدور القرارات الرئاسية بالإقالة والتعيين إلا الدليل القاطع للعلاقة الوثيقة، وما يؤكد لنا حقيقة اللعبة المفتعلة، ولكن أيُ لعبةٍ هذه؟. إنها لُعبة مكشوفة حتى لمن لا يُبصر؛ فالجميع يعلم من بطل هذه اللعبة ومن قائِدُها..لكن لماذا؟ هل يُريدون أن يكون الشعب والوطن مِلكاً خاصاً بهم؟ أم أنهم يعتقدون كذلك؟. يبدو أنهم لم يكتفوا بما سلبوا من ثروات، ولم ترتوِ أنفسهم بما اقترفت من كبائر وجرائم من قتلٍ للأبرياء وتشريد وترويع للآمنين وقطع السبيل والسطو والاعتداء على مصالح الشعب والتحالف مع أنصار الشيطان والسعي باتجاه إقلاق أمن الوطن والوقوف ضد وحدته واستقراره وتقدمه، هذا ما أصبح واضحاً اليوم. كيف كان لهؤلاء إن حكمونا عقوداً من الزمن؟ قال تعالى:(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).المائدة:33. هم اليوم يمارسون كل هذه الأعمال ويعملون تحت مظلة ما يمكن أن أُسميه تسويق الإرهاب، ويعلنون تمردهم عن الوطن، بعد أن طالبوا بالأمس وحصلوا على ما لم يحصل عليه أحد، وأخذوا حقوقاً وهم ليس بأهلها. إنها الحصانة، أما كان لهم أن يعلنوا توبتهم بعد أن حصلوا عليها؟ لماذا كل هذا الإعِراض؟ أم أنهم يظنون أنها مدى الحياة؟ قال تعالى: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ).الأنفال:23. يبدو أنهم فعلاً قد أخذوا حقوقاً وهم ليس بأهلها، وستُنزع وستعود هذه الحقوق لأصحابها عما قريب إن شاء الله، وأسأله أن يكون عاجلاً، فعدالة السماء لا تقبل الظلم، وستهزم الباطل وأهله، وستنصُر الحق، ولن تُهمل الظالمين بعد أن أمهلتهم، وسيندمون يوماً ما. نقول لهم: لن تخوفنا أعمالكم التي ما برحتم أن تخوّفونا بها، فالوطن اليوم استطاع بفضل الله أولاً ثم بفضل الثورة القائمة وحماتها البواسل المرابطين وخلفهم كل الشعب أن يجتث الظلم ويهزم الباطل، وهو مستمر وجاد في أن يزيل كيد الكائدين ويدحر أعداء الوطن المتربصين بأمنه واستقراره، واستطاع أيضاً أن يأتي بالقيادة الحكيمة المخلصة التي تجسد حب الوطن والانتماء إليه بقراراتها الشجاعة. وننتظر المزيد من القرارات الحاسمة بقيادة المشير عبده ربه منصور هادي الذي يجب أن نكون له خير عونٍ وسند، ونحن كذلك، فلنساعده ولنقف بجانبه ونعمل سوياً وبروح الفريق الواحد من أجل إيقاف مهزلة الأغبياء وكسر معول الهدم وإزالة كل المخلفات التي يزعم الهالكون أنهم يخوفونا بها. نقول لهم: إن أعمالكم هذه المعادية للوطن والشعب والتي هي ضمن أولويات مهامكم اليومية قد فشلت فعلاً، وستحاسبون عليها عاجلاً أم آجلاً، ونقولُ لهم أيضاً: اعلموا جيداً أن عجلة التغيير قد دارت، ولن تتوقف، وهي اليوم تعمل بعون الله على تطهير وإزالة كل الأعمال والممارسات التخريبية، وليعلموا أيضاً أن الوطن والشعب أكبر بكثير من أن تخوفهم تلك الأعمال. فمشروعنا اليوم هو بناء الوطن والإنسان وصياغة الغد المشرق لليمن، فقد انقشع الظلام وانصرف بلا رجعة، وأتى النور الذي يضيء لنا الطريق نحو البناء والتنمية والعدالة (المواطنة المتساوية وسيادة القانون) والحرية وتوطيد الأسس السليمة لإدارة صحيحة وتهيئة وتوفير متطلبات البناء والتطور الرقيّ والعمل الجاد. فأملنا بالله كبير وثقتنا عالية بقيادتنا الطموحة القادرة على الوصول باليمن إلى بر الأمان، فهي جديرة بهذه الثقة وبالمسؤولية التي أُلقيّت على عاتقها، ولها من الكفاءة ما يجعل اسم اليمن يُرفرفُ عالياً وفي مقدمة الدول المتفوقة صناعياً وفي جميع المجالات، وعندنا من الإمكانيات والمقومات ما يجعلنا كذلك. فأملنا وطموحنا أن نرى اليمن دوماً في قمة المجد، فلنتفاءل خيراً ولنبتسم، وندعو الله أن يوفق الجميع لما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن يجنب اليمن ويدفع عنها كل شرٍ ومكروه. * حكمة: “أن تُضيء شمعة خيرٌ لك من أن تَلعن الظلام”. [email protected]