«13يونيو» الصحيفة الصادرة عن دائرة التوجيه المعنوي منذ أربعة عقود أو تزيد، حالياً صحيفة « 26سبتمبر» ذاك الزمن الجميل كتَّاباً ومحررين وصحافةً.. لا مقارنة البتة بين جيلٍ عاش أحداثاً حافلةً بالصراعات والخلافات، وجيل يجتر تاريخ وحضارة رحلت مع مبدعيها الأوائل .. فالمعادلة مليئة بالمفارقات .. والتناقضات..بروح الفريق الواحد صنعوا صحافةً وتاريخاً وأمةً ومجداً.. بالرغم من شحة الامكانات.. وقلة الكادر الصحفي.. إذا كنا فعلاً نحبُّ الوطن ، ونصون أرضه، وبحره وسماءه، فلتكن لغة الحوار الجاد المسؤول هي اللغة الوسيطة المشتركة بين الفرقاء ، مهما اختلفوا فإنهم في الأخير أبناء هذا الوطن الأم تاريخاً - عقيدة- حضارةً - أصالةً.. فاليمن أم الجميع .. وهي الحضن الدافئ الرؤوم الحنون لكل اليمنيين على اختلاف مناطقهم أو مذاهبهم، أو أطيافهم السياسية.. - فاليمن اليوم رقم صعب في معادلةٍ معقدة.. متداخلة التفاعلات .. متعددة النتائج.. بالرغم أنَّ أرضها ما زالت بكراً.. موعودة بالخيرات وملأى بالمفاجآت.. وإنسانها عصيٌّ وصبور.. شامخ وأبي.. يصنع فجراً وحضارةً ومجداً.. مهما كانت التحديات والأزمات..إنَّ الذين يُروَّجون لثقافة العنف والدموية .. هم أُناس رضعوا من لبان عصور عقيمة.. وثقافة سقيمة .. فالبون شاسعٌ بين ماضٍ راكدٍ جامدٍ.. وحاضر حافل بالحيوية والطموح والتطلع إلى مستقبل زاهر مشرق .. إنَّ اجترار التاريخ، وتقديس البشر .. لا يصنع أمةً .. ولا يقود شعباً الى الرقي المعرفي والثقافي... وهذا سبب مانحن فيه من أزمات واحتقانات دفع ثمنها اليوم كل أبناء الوطن الواحد .. من حوف إلى صعدة.. - نحن اليوم مطالبون أن نغسل قلوبنا من الشحناء والبغضاء .. قبل غسل أيدينا.. وأن نتنازل عن أبراجنا العاجية لأنها زائلة لا محالة.. فإن لم نتكاتف ونتعاضد سوياً .. ونتصافح بالقلوب قبل الأيدي فلن نصنع يمناً جديداً .. ولا شعباً حضارياً .. نحن أهل حكمة وإيمان .. فلنجسدها قولاً وسلوكاً في حياتنا.. ولنكن أرق قلوباً، وألين أفئدةً كما وصفنا رسولنا الكريم... فلندع ثقافة «الأنا» والنرجسية ، والاستعلاء .. ولنحتكم إلى منطق العقل والحكمة والموضوعية بعيداً عن المماحكات الهلامية. والخلافات الغوغائية التي لا نجني منها سوى الثمار الفجة . فالوطن غالٍ علينا جميعاً.. فأي جُرح أو قرح يمسه يمسنا جميعاً. لذا فلنكن قلباً واحداً .. ويداً واحدة من أجل اليمن أرضاً وإنساناً ووحدة ..فهل نحن جاهزون .. وصادقون في ما نقول .. وفي ما نفعل..؟! - السلام تحية : أسجل في هذه الزاوية صوت تقدير وعرفان للأخ المبدع عبدالجليل الماوري مدير التحرير الأسبق ل«ست الكل» الذي كان ينشر عموده الأسبوعي فيها بعنوان «السلام تحية» قبل أربعة عقود من الزمان.. لقد عشقنا الصحافة عبر عموده الأسبوعي الذي علمنا فيه حب المهنة وأسرارها..وقداسة الكلمة معناها ومبناها وعظمة الرسالة الصحفية وفحواها.. - وقفة وفاء: «ياوطني الحبيب باسمك اتحدَّى المحال أنا هنا.. في مصنع الرجال أحرق أعصابي أمزِّق عنفواني أغنَّي شعبي الجبار هاهنا نصنع الرجال بركان بلا دخان ثورة ليس لها أوان..»