لماذا كل هذا الحقد الدفين في الصدور؟!.. وعلام الخلف والخلاف والاختلاف وكلنا ابناء وطن واحد.. هدفنا واحد.. ومصيرنا واحد.. وطموحاتنا واحدة.. وما القرارات الاخيرة التي اصدرها المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الا ترجمة صادقة لتعزيز اجواء الحوار الوطني الشامل.. والخروج الآمن بالوطن من دوامة الصراعات والازمات والمشاحنات.. والانتقال الى مرحلة البناء والتعمير والاستقرار.. ولنا ان نتساءل: لمصلحة من اشهار السلاح في وجوه بعضنا البعض؟!.. علينا ان ندرك ان الذين يحاولون جر الوطن الى مربع الصراعات الساخنة، والانتماءات العصبوية هم الذين يدفعون الثمن غالياً نتيجة ممارساتهم اللامسؤولة.. واللاوطنية.. والتي تدل على خوائهم القيمي والروحي والاخلاقي والحضاري.. علينا ان نستفيق من سباتنا العميق، وندرك ان اعداء الوطن في الداخل.. وفي الخارج كثيرون.. من الشركاء والفرقاء.. من ابناء جلدتنا وعروبتنا ولحمتنا.. لأن هناك مصالح ومنافع ومطامع ستظل قائمة ما بقيت اليمن شامخة صامدة.. ولن يرضوا عنا حتى نتقاتل فيما بيننا.. وتشيع البغضاء والشحناء بين ابنائنا.. ولذلك دسوا واندسوا بين صفوفنا.. ونشروا الافكار المنحرفة.. والمذاهب الضالة والمفاهيم الفاسدة.. كل هذا يحدث «للاسف الشديد» على مرأى ومسمع من علمائنا الاجلاء الميامين بمختلف مشاربهم المذهبية والفكرية ولا حياة لمن تنادي!!.. لا ندري لمصلحة من يحاربون منجزات الوطن.. ويزيفون الحقائق والتاريخ.. ويحرفون الكلم عن مواضعه.. ويقلبون الموازين رأساً على عقب؟!.. لماذا اصبح الوطن ومنجزاته تمزق بسيوف ابنائه؟!.. ومن الرابح من وراء كل هذا الخراب والدمار؟!.. الم تقرأوا ما كتبه احد ابناء الغرب الحاقدين عليكم عندما قال: «علينا ان نعمل جاهدين على تمزيق العالم العربي والاسلامي، وتحطيم وحدته الروحية والقيمية والاخلاقية مستخدمين في ذلك الانقسامات السياسية والمذهبية والطائفية والعرقية، والصراعات الايديولوجية فيما بينهم».. بهذه الوسائل والاساليب والافكار الضالة المضلة المنحرفة استطاعوا ان يغرسوا في عقول شبابنا تلك المفاهيم المغلوطة والثقافات الفجة البائدة، عن معتقداتنا الروحية والحضارية والاخلاقية.. فأعداء الوطن لن يهدأ لهم بال.. الا اذا دمروا عقول شباب الامة فكرياً ومذهبياً وايديولوجياً حتى يصبحوا في ديارهم جاثمين، سامدين.. هذا هو سلاح الاعداء في كل المراحل القادمة.. سلاح الغزو الفكري والمعرفي والعلمي والايديولوجي.. فلنأخذ الدروس والعبر من غيرنا قبل فوات الأوان.. وما يدور الآن في دول المنطقة من حروب شعواء وصراعات وشحناء خير دليل وشاهد.. الم تدركوا ان هناك ايادي مدسوسة ملوثة بالعمالة والخيانة والخبث والدهاء تعمل ليل نهار في الخفاء.. ومن وراء دهاليز اسيادهم لإشعال الفتن والحروب والازمات بين ابناء الوطن الواحد.. ان الذين يلوثون اجواء الوطن الآمنة بافتعال الازمات هنا وهناك، ولا يريدون رقيه وتقدمه وازدهاره هم مصابون بداء «الشوفينية والعظمة والانا».. لانهم عشقوا «الانا» حتى الثمالة فانستهم ان هناك وطناً مجروحاً.. وشعباً نازفاً.. وأمةً تئن.. لذا لن نصل الى منزلة الارتقاء الروحي والقيمي والحضاري والوطني وفي قلوبنا ذرة غل او حسد او بغضاء.. فلا بد من الحوار الوطني والفكري والثقافي المتسامي عن كل الضغائن والاحقاد.. ولن نعالج قضايانا وازماتنا إلا بالحكمة اليمانية الصادقة وبروح الصفاء والنقاء الروحي والاخلاقي والوجداني.. وهذه ذروة لحظة التلاقح في الفكر والرؤى لبناء يمن زاهر مزدهر.. ولذلك ينبغي ان نعي مفهوم ومعاني الوطنية الحقة والثوابت الوطنية والقومية لانها امانة في اعناقنا جميعاً- حكاماً ومحكومين- والتاريخ سيسطر كل ادوارنا ونضالاتنا بمساوئها وحسناتها.. بأيامها البيض.. ولياليها السود.. ولهذا لن يعفينا التاريخ والاجيال السابقة والصاعدة عما اسأنا لهذا الوطن ارضاً وانساناً ووحدة بقصد او دون قصد... فالملايين اليوم من ابناء وطننا يتطلعون الى يمن مشرق زاهر.. مشرئبة اعناقهم لما يتمخض عنه مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. فكونوا عند حسن ظنهم.. وكونوا مع مصلحة اليمن وامنه واستقراره ورقيه وازدهاره.. ويكفي اليمن مناكفات ومشاحنات.. ومزايدات.. فآن الاوان ان نتفرغ لبناء يمن جديد.. لنثبت للعالم اجمع اننا اهل حكمة وبناة حضارة وتاريخ عريق واصالة وعروبة ومجد تليد..!! الله.. الله في اليمن.. يا اهل الحكمة والإيمان..!! رابط المقال على الفيس بوك