ما يحز في النفس أن تسفك دماء بريئة جهاراً نهاراً، وبأيد يمنية من قبل فرقة ضالة مضلة نشاز.. ما قامت به من أعمال إجرامية شنعاء.. ومجازر بشعة.. واقتحامها لمبنى العرضي بوزارة الدفاع يتنافى مع قيم وأخلاق وعادات وأعراف اليمنيين.. مذابح يشيب لها الولدان من فظاعتها وهولها.. وتقشعر منها الجلود.. وترتعد لها الفرائص.. عمل إجرامي بامتياز.. لا تقره شرائع الغاب.. ولا شرائع اليهود ولا حتى المجوس.. ناهيك انه يحدث في بلد الإيمان والحكمة.. أين نحن من قوله عليه الصلاة والسلام: «أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً، وألين أفئدة، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية».. أما الذين في قلوبهم مرض الإفلاس الفكري، والخواء الروحي.. والتطرف المذهبي العقيم هم كالذين يساقون إلى الموت، وهم في سكرتهم يعمهون.. انه الانغلاق القيمي والثقافي والفكري الذي إن دل على شيء فإنما يدل على الخواء القيمي والأخلاقي والحضاري.. نحن كيمنيين لنا تاريخنا التليد.. وحضارتنا العريقة.. وتراثنا الأصيل الحافل بالمآثر المجيدة.. والمفاخر العظيمة.. ولكن هناك فئة ضالة تعشق رؤية الدماء.. وتتوق إلى ارتكاب المجازر الدموية، لأنها رضعت من لبن المفاهيم المنحرفة.. والأفكار المضللة.. والمذاهب الزائفة.. ترفع شعارات براقة ظاهرها الرحمة.. وباطنها العذاب الشديد.. تنادي بالجهاد ضد كل من لا يتفق معها في الرؤى والأفكار.. وهذا ما أوصلها إلى طريق شائك مليء بالدماء والأشلاء.. لقد فاقوا النازيين في مجازرهم وإجرامهم.. الوطن بريء منهم جملةً وتفصيلاً.. لأنهم عملاء طعنوا الوطن في خاصرته.. وسفكوا دماء الأبرياء دون جريرة.. واليوم يرفعون شعار الجهاد ضد من؟!.. ضد أبناء جلدتهم وعروبتهم وأبناء عقيدتهم.. ويروجون للمفاهيم الضالة المنحرفة.. وإيقاظ الفتن النائمة بين أبناء الوطن الواحد.. بأن الحاكم لابد أن يكون هاشمياً، أو معصوماً من الخطايا والآثام.. وهذا الشرط لم يوافقهم عليه جمهور علماء المسلمين، لأن العصمة لله، ولا يمكن أن يكون البشر معصومين من الأخطاء والذنوب.. لذلك ديدن الجماعات المتقوقعة دائماً هو العنف والقتل وسفك أرواح الأبرياء.. لأن أفكارهم مازالت في طور التشرنق والتقوقع والانغلاق.. هدفها الأساس هو السعي المحموم وراء التسلط والبحث عن مغانم السلطة، وكرسي السياسة.. وهم هكذا دائماً يحلمون بعودة الماضي.. والجلوس على جماجم موتاهم.. لأنهم ساديون بطبعهم.. والذي أوصلهم إلى هذا الشبق الدموي هو نرجسيتهم المأفونة بحب الذات.. وبرجماتيتهم المفرطة بالمثالية.. لذلك أثبتت الوقائع والأحداث أن من يرتكبون مثل تلك المجازر الشنعاء البشعة هم أناس مصابون بأمراض نفسية قاتلة.. واختلالات عقلية مزمنة.. ومن مدمني المخدرات والرذائل.. أما القطط السوداء التي تتماوى في مخادع أسيادها، وتدعي حب ليلى.. وليلى قتلوها خلسةً وظلماً وعدواناً.. قد افتضح سرها.. وانكشف أمرها.. وبانت سوءتها.. لذا علينا أن ندرك أن الوطن يمر بمرحلة مفصلية هامة غاية في الخطورة والأهمية أما إلى النعيم.. وأما إلى الجحيم.. ومهما تكالبت القطط القديمة والجديدة.. القاصية والدانية من كل حدب وصوب لتقويض وهدم المعبد على رؤوس الجميع.. فإنهم هم الخاسرون.. وسيدفعون الثمن باهظاً عاجلاً أم آجلاً.. أما الزبد فيذهب جفاءً.. وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..!!. ولتعش يا يمن شامخاً وراسخاً في قلوبنا مدى الزمن!!.. رابط المقال على الفيس بوك