التاريخ دائماً يعيد نفسه.. وإن اختلفت الصور والجزئيات والتفاصيل.. منذ عصر الامويين والعباسيين والشيعة الإمامية في صراع فكري وديني على السلطة، فقد كانت الزيدية اكثر نشاطاً وجرأةً وحماساً وطلباً للخلافة.. بينما فرقة الشيعة الامامية اكثر طلباً وميلاً للامامة الروحية.. ولذلك دارت المعارك الحامية الوطيس بين الطرفين، وسفكت الدماء وانتهكت الحرمات.. وبدأت العداوة والبغضاء بين الفئات والفرق المتناحرة حتى يومنا هذا والاحداث والمعارك والصراعات الدائرة اليوم في العراق ولبنان تثبت لنا صحة ذلك.. إن الافكار الضالة المضلة المتمثلة في الفكر الاثنى عشرية وفقهها الجعفري الرافضي الذي ينادي به ما يسمى ب«الشباب المؤمن» في صعدة هم واهمون.. وسائرون بأنفسهم الى طريق منحرف.. ومنعطف خطير يقودهم الى الخروج عن الملة المحمدية.. والمذهب الزيدي بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف.. إن الافكار الرافضة التي تدعو الى تمزيق وحدة الامة، وتفتيت وحدتها وعقيدتها وكيانها بغرس الاحقاد والضغائن بين ابناء الشعب الواحد باشعال الفتن المذهبية والطائفية، ويتقولون بأن علماء المذهب الزيدي في اليمن تقاعسوا وتواكلوا عن المواجهة، وتركوا الجهاد ولابد ان يكون لهم دور في احياء المذهب الشيعي الامامي والرجوع باليمن الى ما قبل عام 1962م حسب زعمهم واحلامهم المريضة.. واوهامهم السقيمة.. قول حق يراد به باطل..!! إنَّ المستقرئ والمتأمل في كتب الأئمة من آل البيت الموجودة عند علمائنا في اليمن يجد فيها نقداً واضحاً.. ومحاربةً صارخة.. وعداوة سافرة للفكر الامامي «الاثنى عشرية» الرافض المضل الضال.. الذي يسب الصحابة، ولا يقر اطلاقاً بخلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه، ولا بالخلفاء الراشدين رضي الله عنهم اجمعين.. لانه فكر نشاز نشأ وترعرع خارج رحم الثوابت المتوافرة لدى اهل السنة، واهل الزيدية.. ولذلك المسألة تأخذ منأىً سياسياً مدعوماً من جهات داخلية وخارجية مقصدها الاخلال بوحدة اليمن ارضاً وانساناً.. ولها علاقة بافكار مناوئة ضالة مضلة تمس جوهر العقيدة، ووحدة الوطن.. لذلك لابد من التصدي، والوقوف بصلابة وقوة، لهذه الفئة الضالة المنحرفة ومن يقف وراءها.. كلنا يعلم ان اليمنيين عاشوا عبر التاريخ الاسلامي شوافع وزيوداً في محبة وصفاء واخاء.. وعلى منهج واحد لا تشوبه شائبة.. ولا تحفه نائبة.. ولابدع.. ولا ضلالات.. الكل يعيش تحت ظل ثوابت الامة بالألفة والمحبة والاخاء، ولا يجوز لكائن من كان ان يخترق تلك الثوابت مهما كانت مكانته.. ومهما كانت منزلته العلمية او الروحية.. علينا ان نفيق من سباتنا العميق وندرك ان الاسلام دين لهذه الامة يتمثل في القرآن الكريم وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وفي القواعد التي وضعها علماء الاسلام قديماً وحديثاً واتفقوا عليها درءاً للمفاسد والفتن والافكار الضالة.. وليكن في علمنا ان اعداءنا كُثر.. والمؤامرات علينا من الداخل والخارج لاهداف وغايات سياسية او اقتصادية قائمة.. ويكفي ما يعيشه العراق اليوم.. هل يريدون ارجاع الوطن الى عهود الائمة والكهنوت والاستبداد أم ماذا..؟؟!! إن على الجهات الاعلامية وعلمائنا الاجلاء والادباء والمثقفين تقع المسؤولية الكبرى عليهم في مواجهة ومكافحة ومحاربة تلك الافكار الضالة المنحرفة التي تحاول النيل من و حدة عقيدتنا ووطننا وامننا واستقرارنا.. علينا ان ندرك.. وعلى قيادتنا السياسية الحكيمة ان الجماعات مهما كانت سلفية أو سنية أو شيعية أو غير ذلك يجب ان تكون في حدود الثوابت والقواسم المشتركة لهذه الامة تحت مظلة: لا ضرر ولا ضرار.. وان تكون في رعاية واشراف الدولة حفاظاً لوحدة العقيدة والامة والوطن.. وعلى علمائنا الاجلاء ان يكونوا متجردين عن العصبية والمذهبية والطائفية، بل عن أي فكر خارج اطار المنهجية الاسلامية وقواعدة السديدة والرشيدة.. مصداقاً لقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى».. فالقوامة بالقسط هي كلمة الحق ولو كان مخالفاً لمذهبه او فكره او جماعته.. هكذا نريد من علمائنا قول الحقيقة حتى لو كانت بطعم العلقم.. فعلماؤنا الاوائل كابن الامير الصنعاني، والامام الشوكاني وابراهيم الوزير، ومهدي المقبلي، والحسين بن الجلال وغيرهم حذروا من خطورة الغلو والتطرف في المذاهب وخاصة الغلو في مجال التعامل مع حب آل البيت ومع الافكار الوافدة والمذاهب الضالة من خارج البلاد التي تأتينا من بعض الدول باسم المساعدات والمعونات والهبات لهذه الجماعات.. فلنأخذ حذرنا.. وليكن في علمنا أن العلماء يعرفون بالحق، ولا يعرف الحق بالعلماء.. علينا ان ندرك ان بلادنا مستهدفة.. وان هناك قوى تعمل في الخفاء وراء اهداف وغايات دنيئة ولكن لم تنطل على ابناء شعبنا الابي.. فاليمن بلد آمن مستقر تحت قيادة امينة.. وحكيمة ورشيدة.. فليخسأ الحاقدون الماكرون.. «ولا يحيق المكر السيء إلاَّ بأهله»..!! وليحفظ الله اليمن قيادةً وأرضاً وانساناً..