ما أن يقرأ العنوان كثير من القراء إلا ويتبادل إلى أذهانهم الاختلاف حول أي القاعدة يريد كاتب هذه السطور.. هل القاعدة المدينة التي تتبع محافظة إب المحادة لمحافظة تعز؟ أم القاعدة المقصود منها ذلك التنظيم الديني المتشدد الذي ما أن يسمع به شخص أو يقرأ عنه إلا ويذهب بمخيلته نحو عملية انتحارية ضحيتها الكثير من الأبرياء؟ وإرضاء لجميع القراء ممن يتبادر إليهم أي القاعدتين فإن الحديث عن مدينة القاعدة التابعة لمحافظة إب صار واجباً من باب قول الحق والسكوت عن الباطل رذيلة (والساكت عن الحق شيطان أخرس) وبما أن المجلس المحلي فيها قاعدة لا يحرك ساكناً ولست أكذب وانظروا بأنفسكم أو اسألوا عنها روادها كيف شوارعها وأسواقها وأين النظافة فيها، أين صيانة الطرق فيها؟ كم يتأذى الناس في موسم الأمطار من شوارعها وأسواقها؟ من يستطيع التحرك بداخلها؟ وهناك سوق فيها يوم الثلاثاء أجاركم الله من هذا اليوم تقطع الشوارع ويزدحم المارة ولا يوجد من ينظم حركة السير فيها، أين الأسواق المركزية بدلاً من التمركز في الشارع العام؟ عاد المجاري الله لا رواكم تملأ شوارعها وأسواقها تكره المشي في طرقاتها أليس المجلس المحلي من خلال هذه الأسئلة قاعداً ولا يحرك ساكناً..؟! على ما يبدو أنه راقد لأن القاعد يستنكر راقد في نوم عميق دعوهم يناموا ياسكان القاعدة ولا تفزعوهم فمن أفزع نائماً فكأنما قتله، والله يبدلنا خيراً منهم ويعين الله سكان القاعدة على ماهو حاصل عندهم “لا طرقات لا مجاري لا ماء لا نظافة” وهلم جراً من تقصير في الخدمات، وكم كتب عن هذه المدينة في هذه الصحيفة يامرات ولكن «لقد ناديت إذا أسمعت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي» ومن هنا أناشد محافظ إب يامحافظ إب رعاك الله وحماك أما تعلم أن هذه المدينة تقع تحت مسؤوليتك والرعية فيها هم رعيتك أبناء محافظتك “وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته” وأنت من يجب عليك كونك رئيس المجلس المحلي في المحافظة أن تحاسب المجلس المحلي في هذه المدينة عن تقصيرهم في أداء مهامهم التي أهملوها بعد أن وثق فيهم المواطنون والحليم تكفيه الإشارة. أما القاعدة ذلك التنظيم الديني الإرهابي الذي كثر الحديث عنه في الصحف والمجلات وشتى وسائل الإعلام الرسمي وأصبح الحديث عنه مملاً جداً لأنه حديث شؤم يرتبط بأرواح الأبرياء ولذلك فهو تنظيم قاعد من الناحية الفكرية عقيم لا يفهم من الدين سوى الجهاد وبصورة مغلوطة يفهم الجهاد على أنه قتل الأبرياء وكأني أنظر إليه على أنه عميل للغرب “أمريكا وإسرائيل”.. وإلا ما السر في تواجده في الدول الإسلامية وينشط فيها وهو يدعو إلى الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل هل هي في أبين وحضرموت هل هي في مساجد باكستان هل هي في أسواق بغداد أم هي في حمص ودمشق؟ إنها تنشط حيث يريد الغرب ولا يريد المسلمون.. أين هي من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين متى ستحرر القدس بأحزمتها الناسفة التي تقتل بها أبناء المسلمين؟ متى ستفك الحصار عن مسلمي غزة وفلسطين بشكل عام؟ نعم لقد قعدت القاعدة عن التفكير في تنظيم الشئون الإسلامية في الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن قعدت عن تطوير الفكر الإنساني وجعله عقلاً يحمل مبادئ وفكر الدين القيم الذي يدعو إلى التعايش مع الآخر، يدعو إلى المحبة إلى التسامح إلى نبذ العنف.. وأنا أدعوهم من خلال هذا المقال إن كانوا يقرأون رغم علمي الشديد أنهم لا يقرأون إلا عن كيفية التجهيز للعمليات الانتحارية وطريقة إعداد الأحزمة الناسفة وكيفية التغرير بالشباب واستقطاب صغار السن وتربيتهم بالطريقة التي لا تثنيهم عن التضحية بأنفسهم في سيبل تنفيذ معتقداتهم الدنيوية التي دأبوا عليه منذ أن ظهروا على الساحة الدينية، وإلا من هم أنصار الشريعة وماذا يريدون من شباب المسلمين؟ لماذا يقتلون ويأسرون الجنود الأبرياء أليسوا مسلمين أم المسلم عندهم من قصّر ثوبه وطول سرواله وأطلق لحيته وحلق شاربه؟ الرسول يقول ”إن الله لا ينظر إلى صوركم إنما ينظر إلى قلوبكم الإيمان هاهنا ويشير إلى القلب” لماذا لا يجهز لعمليتهم الانتحارية من أبنائهم؟ ”أقصد أبناء قادتهم” ولكن عسى ولعل أن يأخذهم الفضول لقراءة المقال أو يصل إليهم عبر التناقل، أدعوهم إلى أن نبدأ معهم صفحة جديدة ويعطونا مما عندهم من العلم في كتاب الله ما يرغب في الدين لا نريد أحزمة ناسفة وعقولاً متحجرة لا تفهم من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه نريد أن نعتز بهذا الدين ونسود الأمم نعمل بالقرآن الذي دعانا لعدم الاعتداء فقال: «ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» هذا على الكفار فكيف بالمسلمين يا قاعدة قوموا ولا تقعدوا كفاكم جموداً وكفانا خوفاً منكم أرونا خيركم أو كفونا شركم.. اللهم ارحم البلاد والعباد واهدِ الجميع لما تحب وترضى.