قبل أيام نشر خبر في هذه الجريدة عن اكتشاف أعمال تخريب لأبراج الكهرباء في مديرية التعزية إلى حدود مدينة القاعدة الأبية، فقال أحد المعلقين: إن هذه العصابة نسخة من قبائل الجدعان في مأرب والتي تكررت الاتهامات لها بضرب أبراج الكهرباء بالقذائف أو بالخبطات. لكن ما تميز به عمل عصابة تعز هو أن هؤلاء المفرَّخين من عدة عصابات مأربية وغيرها لايستخدمون الرصاص بكل أشكاله وأصحابه ولا الخبطات وإنما يقومون بفك البراغي الرابطة للأبراج وجعلها تتساقط على الأرض ومن ثم يفككون الكابلات الثمينة لبيعها ولاندري لمن يبيعونها ومن يشتريها..! إذا هناك في تعز جدعان أذكى من جدعان مأرب، فلا سكان القرى التي بالقرب من الأبراج أو التي نصبت الأبراج بجوارها، وليست متباعدة, لا القرى ولا الأبراج، بلّغوا السلطات الأمنية أو المسئولين في كهرباء تعز وإنما الانطفاءات التي ازدادت في الأيام الأخيرة عدة مرات في النهار والليل هي التي حركت العمال والفنيين والذين لا يسعنا في كل مكان من اليمن إلا أن نشكرهم على جهودهم المضنية والمستمرة على مدار الساعة وبعد كل حادث إجرامي يعبر عن الحقد على الممتلكات العامة.. وليس ما أقوله كلاماً غير مباشر عن السكان بأنهم ربما يكونون إما متواطئين مع المخربين يتقاسمون معهم الأرباح في ظل انعدام السيولة النقدية وغلاء الأسعار أو خائفين من العقاب الذي تهددهم به تلك العصابات. وفي الحالتين لم يعد مجال للشك في انتشار ثقافة الإجرام الذي يرقى إلى العقاب الجماعي للشعب على أيدي أفراد أو جماعات كما هو حاصل في الجدعان وبني شبون ووادي عبيدة في مأرب وفي أرحب ونهم بصنعاء ومع الانفلات الأمني الذي لايعني بالضرورة أن قيادة وزارة الداخلية حالياً ممثلةً بالدكتور اللواء عبدالقادر قحطان غير قادرة على ضبط المتهمين الذين أعلنت أسماؤهم في القائمة السوداء وتحديد المتهمين الجدد سواء في مأرب أو في تعز أو في صنعاء وعدن ولحج وشبوة والضالع وإب. ولكن إذا كانت العصابات قد تنادت ونسقت فيما بينها فإنني أتصور بأنهم قد شكلوا فرقاً لتجنيد أكبر عدد ممكن بحيث تكون عمليات الأمن وبالتعاون مع الجيش صعبة وطويلة الأمد .. وحروب العصابات تطورت في كل مكان وستساعدها الطبيعة الجغرافية في اليمن على إلحاق أكبر قدر من الأذى والخسائر المادية إلا إذا تكاتفت الجهود الأمنية والعسكرية والشعبية للقضاء عليهم وعلى جرائمهم في مهدها.