كل شيء في حياة هذا البلد يقبع تحت الفوضوية والارتجال نادر ما تعطى الاولويات حقها في التنفيذ وتشخص الامور بمناظر طبيعية بدون تضخيم او تحقير وتجاهل . وأول هذه الاولويات هو الواقعية والمصداقيه ,ومتى ما كان الانسان يعاني من عضال التضخيم او التحقير فإن نتائجه ستكون مغلوطة بالتاكيد خطاب التشنج والفتور عادة المواطن اليمني سواء سياسيا كان او مثقفا وبصراحة نحن اليمنيين لا اقول: اننا غير واقعيين و انما نرفض واقعنا بدلا من ان نقوم بصناعته وتشكليه واكثر ما يؤرقني هو غياب الواقعية في الخطاب الثوري اليوم , لكي نقنع الناس بالتغيير الحاصل او لنقل من يأس منهم لا يجب ان نحضر شخصا حماسيا لديه خطاب ناري من على المنصة ليلهب حماس الجماهير بلغة متشنجة وعلى سبيل (لا حوار الا بإسقاط النظام بشكل كامل و ثورتنا ماراثون ....) لا هكذا سنفقد ما لدينا من مصداقيه ولعل اصدق عبارة سمعتها من سياسيينا طوال هذه الفترة هو تصريح قبل عدة ايام قال فيه: نحن نمشي في طريق اجباري الاتجاه ومتعدد الوسائل . كلام جميل اذن ما دام ونحن ولا حول ولا قوة الا بالله يفرض علينا كل شيء حتى في مستقبل بلدنا لنختر الطريقة التي نستطيع ان نكيف واقعنا بها وفق ما نريد لا ان نكون واهمين ثم نتكيف رغم انوفنا الى ان نصل الى اهدافنا ما دمنا مؤمنين بها . وبدلا من التدقيق على بيان هنا وكلمة هناك كان الاولى معالجة جرحى الثورة الذين لا يزالون يعانون الى اليوم فيما البعض يتراشقون بالكلام والشعارات والوعود والمعتقلون ما زالوا يقبعون في الزنازن الى هذه اللحظة بينما اللجنة التنظيمية مشغولة بنهم وارحب وبني جرموز !! رحمة بالثكالى والايتام والناس المعدمين يا حكومة الوفاق نرجو ولن نطلب ان يكون هناك مواساه لهذه الاسر بدلا من بدل سفر الممثلين على المنابر والمؤتمرات وخوفي كل الخوف ان كل ما يمكن ان يعطى لهم ما يسمى بقانون «العدالة الانتقالية» على ورق وفقط .