أن يقوم مسلحون بالتقطع لناقلات المياه في منطقة الضباب ليحرموا أبناء المدينة من مياه الشرب، لايمكن أن نسميه إلا إعلان حرب على أبناء تعز ومخططاً يرتقي إلى جرائم ضد الإنسانية. وأعتقد أن بلاطجة المياه هم جماعة مأجورون يوجد من يرسم لهم خارطة طريق للنيل من المدينة التي كانت ومازالت وقوداً للثورات، واليوم بعد نجاح ثورة التغيير تعاقب كما عوقب ثوارها بعد ثورة 26سبتمبر. قرأت للمحافظ شوقي هائل أول تصريح بعد توليه قيادة المحافظة أنه سيعمل على إخراج مشروع تحلية مياه البحر إلى النور وسمعت أن المحافظ بذل جهوداً لحل إشكالية ضخ المياه من الآبار المغذية للمدينة، إلا أننا بعد ما قرأنا وسمعنا نصحو على كابوس فلا نجد ماء نشربه، سوى أزمة جديدة والأولى من نوعها تدخل محافظة تعز في موسوعة الأزمات التي عانت كثيراً منها كالكهرباء والماء والمجاري والنفط والغاز والديزل وكذا أخلاق بعض أبنائها. فكل أزمة تطفو على السطح يكون وراءها أبناء المدينة الذين يحملون معاول الهدم والخراب بدلاً من البناء والتعمير.. تخيلوا أزمة الغاز في تعز حلتها قواطر قدمت من مأرب وبيعت في الشارع العام بسعر أقل من الاسعار المحددة الذي كان لا يمر شهر إلا ووجدنا أنفسنا في طوابير أمام بوابات وكلاء بيع الغاز . إن أبناء تعز الذين يراهنون على مشروع تحلية مياه البحر أصبحوا أكثر قلقاً من تعثر إنجاز المشروع بعد حادثة الضباب والتقطع الحاصل، ما يعني أن مشروع التحلية سيكون معرضاً للخطر إذا ما نفذ، لأن ثقافة التقطع ستكون حاضرة وسنسمع عن «جدعان المدينة» يقومون بتفجير أنبوب الماء لتحل الكارثة وقتها على رؤوسنا، وهذا يجعلنا نقول إن ما يجري في الضباب سيمتد إلى أماكن أخرى وسوف يطال كافة المشاريع الحيوية في محافظة تعز، فبعد الماء أبراج الكهرباء والمنشآت الاقتصادية إذا لم نتعامل بجدية مع الظاهرة فالأمر يتطلب حزماً وليس مهادنة كما يجري في مأرب والجوف وشبوة، فكانت النتيجة استمراراً في التخريب والدمار تحت شعار «الضغط على الدولة». فهمنا أن أزمة الماء هي بسبب المتقطعين الذين منعوا وصوله إلى مدينة تعز.. السؤال: لماذا ماء المشروع هو الآخر لم يعد يصل إلى أغلب أحياء المدينة؟، فهل أوقف بذريعة إيصال الكهرباء أم أن هناك سياسة جديدة تتبعها مؤسسة المياه في قتل أبناء تعز عطشاً؟، وأظن أنه ليس من المنطق وقف مد مياه الشرب ومياه المشروع عن تعز هكذا فجأة دون سابق إنذار، إلا إذا كان في الموضوع “إنه” وأن القائمين على المحافظة يسلكون نفس مسلك النظام السابق، الذي دمر المدينة وحرمها حتى من أن تنام بسلام.. مرت السنون وطويت، ونحن في انتظار مشروع تحلية مياه البحر الذي لن تدفع الدولة من جيبها سوى اليسير بعد تكفل السعودية بالمشروع، وهانحن نقترب من الحلم عندما استبشرنا خيراً بتعيين شوقي هائل محافظاً للمحافظة، إلا أننا لم نر على الأرض أعمالاً تنفذ ونخاف أن يكون مشروع تحلية مياه البحر وكأنه مسكن أسبرين للمدينة كلما انتفض أبناؤها لوحوا بالتحلية.