أعترف: كم كنتُ قاسياً على هذا العالم المثالي جداً.. أعترف أكثر: كلي خطايا عارمة أيها الفضلاء بلا حدود.. ولا أبغض من قلبي الشرير المدنس أمام سعيكم الخيري الدؤوب بخصوصية النقاوة المقدسة دائماً.. *** ليست العداوات مريرة فقط.. الصداقات أيضاً لا عزاء لا عزاء. *** كل صباح يتجدد جرحي القروي وتنتابني بسببه المحبات كلها فيما أعرف جيداً بأن جحافل الكيد ستلاقيني في المقدمة كل صباح ونحن رهن معارك الحياة وعلينا دائماً أن نستيقظ بعنفوان وأن نواجه هزائمنا بشرف. *** ليل خائف من الليل.. شوارع مجنونة.. شاعر خائف من قصيدته.. أصدقاء يتخلصون من بسمتهم على نحو فجائي.. بلاد لا تطاق.. مقبرة تخاف من الموتى.. أغنية طيبة وتتربص مثل انتحاري مفخخ.. لكن قلبي لا يحتمل كل هذه الوحشة يا الله. *** عندما كنت قروياً كانت قصيدة النثر موضتي عندما كنت محارباً كان السلام يعاتب التاريخ بحب عندما كنت قومياً كنت لا أعرف معظم مدن بلادي؟ عندما كنت إخوانياً كان الشيطان يستغفلني كلما سجد لآدم مثلاً ثم شعر بعدها بالسعادة القصوى عندما كنت ثورياً كنت بلا نقاء ولا ضمير عندما كنت قاسياً كنت أحرّض العالم برقة متناهية على الرأفة الشجاعة بهذا العالم فقط عندما كنت مجنوناً كنت أكثر بساطة من الآن كما من أي وقت مضى ومن أي وقت سيجيء كذلك عندما كنت عاقلاً كنت أضجر مني وأتآمر ضدي دون أن أريد أن أعرف بكل هذا عندما كنت شيوعياً كان الدين رفيقي الوحيد غير المعقد على الإطلاق عندما كنت مسالماً كان الشر لا يتوقف أبداً عن استفزاز الخير للأسف عندما كنت ليبرالياً كان المال أفيون نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني عندما كنت مسيحياً كان يسوع أكثر جمالاً وهو بلا أي معجزات تذكر بل ويحدث أن يكره مثل أي إنسان عندما كنت ديكتاتوراً كان شعبي العجيب يبهرني بلا حدود في عبوديته التلقائية لي، بينما كنت لا أعرف حينها بأنه كان يتمتع بكامل إرادته الحرة أيضاً وعندما كنت عاشقاً كنت جباناً على نحو لم أفهمه إلا بعد موتي الحميم مباشرة، حيث تيقنت آنذاك فقط بأنني كنت قد خلقت لأكون مجرد قاتل غادر ونبيل أكثر من اللازم. *** يعرف أن الضحك حالة إنسانية مركزة، لكن من الإنسانية أيضاً أن ينبح في وجه كلب حارته الذي لم يسكت منذ ساعتين متواصلتين: ينبح بحزن محتشد يضاهي حزن ذلك الكلب المبهرر في حلكة الليل مثله تماماً.. *** في اليمن فقط.. تبدو اللعنة أكثر نبلاً من أي شيء..