سيظل اليمن بخير راسخا في جذور التاريخ حضارة وأصالة,شامخا أرضا وإنسانا, ولا يمكن بل يستحيل إدخاله في متاهات لامتناهية إلا إذا أمكن أن تزيل كيانه من رقعة الوطن العربي. والأكثر استحالة أن امتداد الوطن العربي كتاريخ إنساني بذرته الأولى صبغة يمانية لاتتفكك كرموسوماته من الإرث العربي.. وعلى ذلك ظل اليمن رافداً للتوسع الإنساني المحمل بإنسانيةٍ رحبة,لينة القلوب,أرقة الأفئدة تعد إنسانية التوسع العمراني والإمتداد التاريخي للأوطان المتنوعة.وكان اليمن وجهة التطلعات,ومركز البحث والاستكشاف المطلق,وتنوعت التوجهات إليه على امتداد وجوده بإعمال النيات,كما تنوعت السلالات الآتية إليه,فاحتضنها بأريحية مطلقة وتنوع مقبول, وحرية خلاقة نابعة من فطرة فُطر عليها. إلا أن سجل التاريخ رصد اهتزازات وتصدعات أُحدثت في بنية اليمن من تلك التوجهات القادمة من خارجة,حيث أرتات لها موضعاً بتعهدات وإملاءات خارجية,ومع كل اهتزازة تصيب لحمته تدفعه بقوة ليبقى منتصب القامة,عصياً على معضلات الزمان ,وإحداثيات البيئة وأطماع الإنسان. إن اليمني الأصيل لايبع وطنه وإنسانيته وأرضه,ولاتغيب حضارته التي أُستمدت منها كل الحضارات الأصيلة,ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتلبس بمسوح وطنية زائفةوادعاءات تحمل في تأويلاتها وولاءاتها كثيراً من أوجه النفاق. تلك الوجوه التي حملت أطماعا ممتدة في استنزاف اليمن وخيراته الطبيعية والبشرية غيبها التاريخ لم يبق منها إلا أبناؤها الكائنون من رماد والذين يحاولون استعادة تاريخ لم ولن يكتب له البقاء لهدفه اللا مشروع.. اليمن هو وطن العقل العربي والأصل العربي وما يحاك عليه داخليا بأطماع شخصية أو إرضاءات مسبوقة الدفع,إنما هي صادرة من تناسل سلالات مهجنة. اليمن ملك لألوان الطيف البشري ولا يمكن تجزئته بادعاءات ألوان(البيض), ولا تلقي إملاءات بفعل المال السياسي بترسيخ اللون (الأحمر) في بنية النسيج الإجتماعي اليمني ولا يقف اليمن عند تناسل الألقاب بصورة ملكية وبأوصاف القرون البدائية بذات (الشيخ)أو (السيد),أو تناسخ المفاهيم العقائدية ووضعها في حال مواجهة.لا أحد وصياً عليه باسم فئة تنصب نفسها وذاتها دون الفئات الأخرى,اليمن يمن الكل,يمن كل الشرفاء. سيظل اليمن فوق كل الإستثاءات والتناقضات والإنتقاصات,وستفنى في ظل قوته كل المصالح الواهية الواهنة.. في حركة تصحيحية لمسار الثورة وضعت اليمن في مشروع دولة مدنية تتسم بالحرية والعدالة والمساواة,وتلغي كل المسميات الوصية المتطفلة على بنية اليمن ونسيجة الإجتماعي وبعده السياسي,ذاك المسار هو المسار الحقيقي ليكون اليمن بخير رافضا كل إشكاليات الإبطاء,ابتعثت منها النفوس حقيقية الإنتماء للوطن ولا مكان للأيادي الممتدة على حساب وطن وإنسان.وسيكون اليمن بخير.