الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    أمطار رعدية تعم 20 محافظة يمنية خلال الساعات القادمة.. وصدور تحذيرات مهمة    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    مليشيا الحوثي تحاول الوصول إلى مواقع حساسة.. واندلاع مواجهات عنيفة    السعودية تطور منتخب الناشئات بالخبرة الأوروبية    الشباب يكتسح أبها.. والفتح يحبط الرائد بالدوري السعودي    بالصور: متناسيا أزمته مع الاتحاد السعودي.. بنزيما يحتفل بتأهل الريال    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    إيران تغدر بحماس وتطعنها وراء ظهرها.. صفقة إيرانية أمريكية لاجتياح رفح مقابل عدم ضرب إيران!    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دوري ابطال اوروبا ... ريال مدريد يطيح بمانشستر سيتي ويتأهل لنصف النهائي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لدي برنامج أكثر إقناعاً بنجاعة الحلول!
أستاذ علوم الحياة في جامعة إب:
نشر في الجمهورية يوم 20 - 03 - 2010

تمثل الثروة الحيوانية مرتكزاً هاماً في الاقتصاد الوطني حيث تعد عماد البنية الريفية وتمثل نسبة كبيرة في التعامل التجاري في البيئة المدنية في الوطن، وبالرغم من تعدد أصناف تلك الثروة الحيوانية التي تضمنها بلادنا، إلا أن الأبقار تمثل جزءاً هاماً من هذه الثروة ويقتضي الحديث عن فوائدها آلاف الصفحات، غير أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً أو تردياً في مستوى الأبقار ونوعيتها وبالتالي رداءة إنتاجها على مستوى اللحوم والألبان ومشتقاتها، وهي المشكلة التي شعر بها بعض المعنيين في القطاع العلمي، وفي هذا السياق فقد برز مقترح كامل لمشروع وطني لإيقاف تدهور واقع الأبقار في اليمن وتقديم الحلول العملية والبسيطة لإعادة الاعتبار لهذا القطاع الحيواني بما يمثله من أهمية اقتصادية، وهذا المشروع يمثل نتاج الخبرة العملية والتخصص العلمي للدكتور محمد عبدالله الدعيس الأستاذ في قسم علوم الحياة بكلية العلوم في جامعة إب، والذي التقيناه وانفردنا بالحصول على أولى المعلومات حول هذا المشروع.
البقرة والحضارة
• وفي بداية اللقاء تحدث الدكتور محمد عبدالله محمد الدعيس الأستاذ في قسم علوم الحياة بكلية العلوم في جامعة إب عن أهمية الأبقار في الحياة الإنسانية حيث قال: مثل استئناس الحيوانات وتدجينها علامة فارقة في تطور البشرية واستقرارها وانتقال البشر من صيد الحيوانات إلى رعي الحيوانات والعمل على زيادة أعدادها، ومن ثم بناء المستوطنات والقرى والمدن، فكانت الأبقار الأكثر أهمية خلال مسار الحضارة البشرية لتبلغ درجة عالية من القداسة كما هو الحال في الحضارة الهندية حتى اليوم، كما حازت الأبقار في الحضارة العربية السامية مكانة مرموقة خصوصا في الجزء الجنوبي الذي نحن فيه، وانعكس الوضع المرموق لهذا الحيوان في النقوش والتماثيل اليمنية، ومازال هذا الوضع الفريد للأبقار ملموساً في منطقتنا لليوم من خلال الواقع، والأمثال الشعبية فكلنا نسمع من كبار السن عبارات مثل؛ “البقرة أم”، أو “من ببيته بقرة ما افتقر”، أو “البقرة عماد البيت”.
كما أدهشت بلادنا العالم في الخيل العربي، حيث حصل المربي والفلاح اليمني من خلال التهجين واختيار الأفضل لآلاف السنين على نوعية أبقار جيدة الجودة واقتصادية في استهلاك الأعلاف وذات مردود مرض، بل انه طور منتجات الأبقار فكان أول من صنع الجبن، وأبدع في إضافة النكهة الفريدة للسمن والزبدة، وكثرة الوجبات والأطباق التي كان عمادها لحم وألبان الأبقار، وأبعد من ذلك تطورت مناحي الاستفادة من مخلفات الأبقار في السماد العضوي والزراعة العضوية المستدامة وفي التدفئة والطبخ أحيانا، وبالتالي الحفاظ على الغطاء النباتي، كما دخلت مخلفات الأبقار أيضاً في صنع الياجور الذي بنيت به أجمل القصور في مدننا التاريخية .
أنواع الأبقار
•وعن أنواع البقر في اليمن يقول الدكتور الدعيس: في اليمن يمكن تمييز نوعين رئيسيين من الأبقار؛ الأبقار التهامية والأبقار الجبلية وكلها تعود بالأصل لما يعرف بسلالة البراهما في حين الأبقار في سقطرى أكثر اختلافا.
تعامل الفلاح اليمني
•أما عن تقييمه لتعامل الفلاح اليمني مع الأبقار فيقول: لقد أتقن الفلاح اليمني كثيراًَ من فنون استغلال الأعلاف حيث عمل على توفيرها من موسم الوفرة لموسم الجفاف ليغدق على حيوانه المفضل البقرة طوال العام، بل انه الوحيد الذي طور توليفة من الأعلاف مناسبة لتغذية البقر أشبه ما تكون بتوليف السندوتش والتي تعرف محلياً ب[الغرز]، وكل هذه الإجراءات تطلبت من الفلاح زراعة أطراف الحقول الزراعية وحمى الحقول بأنواع شتى من الحشائش التي يرغب بتناولها حيوانه المدلل وعمود داره وبذلك ساهم في الحفاظ على المدرجات الزراعية وتوسيع تكوين طبقة التربة الخصبة فيها، ومن ثم تدعيم المياه الجوفية والعيون عوضا عن الجريان السريع للمياه والتجريف للتربة والوديان.
كارثة التدجين الأفريقي
•أما كيف يرى الوضع الحالي للأبقار في اليمن فيقول: لم تعد تلك العلاقة التاريخية بين الفلاح وأبقاره كوضعها السابق حيث حدثت وما زالت تحدث كارثة للأبقار اليمنية؛ وهي تهجين الأبقار مع ثيران الذبح المجلوبة من أفريقيا والتي تنتمي لسلالة رديئة في إنتاج الحليب، وهو ما أدى إلى ترد نوعي عال ومتواصل للأبقار، فأصبحت قليلة الجدوى اقتصادياً وأقل مناسبة للبيئة، ومما يؤسف له أن مراكز البحث والجامعات في اليمن لم تلتفت لهذه الكارثة لأسباب منها؛ قصر نظر الباحثين أو عدم معرفتهم بالمشكلة أو عدم اعتيادهم على حل مشكلات بيئتهم، بل اعتمادهم على يد المعونة والخبرة الخارجية في تلمس مشاكلهم، كما أن منهم من تدرب في الخارج على تقنيات لا يمكن تطبيقها باليمن فحصر كل تفكيره فيها وفي استجلابها عوضاً عن التفكير في حلول بسيطة لمشكلات البيئة اليمنية، وبالمجمل فإن غياب البحث العلمي لحل المشاكل المحيطة بنا ساعد على توالي مسلسل تردي النوعية في الكادر البشري رغم الألقاب والمسميات وثورة المعلومات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى والتي يمثلها الفلاح بالدرجة الأولى هو افتقاده للتوعية والورش والمنشورات، بالإضافة لارتفاع تكاليف الأعلاف وتراجع الحيازات الزراعية، بالإضافة إلى العامل الأهم والمتمثل بالفقر والحاجة حيث يلجأ الفلاح لبيع العجل البلدي خصوصاً الذكور، وهو مازال في فترة الرضاعة لسد احتياجاته مما دعاه في نهاية المطاف لتهجين أبقاره بثيران الذبح رديئة المواصفات، وبالتالي تدهور مستمر لأبقار الجيل الأول وأكثر منه لأبقار الجيل الثاني والثالث.......وهكذا.
خصي العجول
•ويستطرد الدكتور الدعيس في شرح أسباب تردي نوعية وجودة الأبقار في اليمن حيث يقول: لا يقتصر الأمر على ما سبق، فهناك سبب آخر هو خصي العجول لتسهيل عملية التحكم بها أو لاستخدامها في أعمال الحراثة، وجميعها ساهمت في هذه الكارثة التي قادت إلى بيع وذبح الأبقار المتردية النوعية وهجر الريف والسكن في أحياء البؤس في المدن، وبهجر الريف هجرت المدرجات فجرفت وعادت الجبال جرداء وأصبحت الأمطار الغزيرة مصدر ضرر تنزل على صخر أجرد تتجمع في سيول جارفة تواصل جرف الوديان للبحار ولا تغذي العيون والمياه الجوفية وتطمر المراجين في بحارنا وبالتالي تؤدي لتردي المصائد.
المزرعة الأردنية
•ويقدم الدكتور الدعيس نموذجاً للمقارنة فيتحدث عن أوضاع الأبقار في الأقطار الشقيقة الأردن كمثال فيقول: في هذا البلد نتجاوز الجار القريب لطبيعة البداوة فيها والتي يندر فيها البقر وتكثر الجمال والماعز في الجار البعيد الأردن قامت قبل عشر سنوات عبر محطة الحسين للأبحاث الزراعية عملية إسعاف للأبقار المحلية على رداءتها حيث عانت السلالة المحلية من الاندثار بسبب تهجينها الدائم مع أبقار أعلى منها جودة على العكس مما حدث لدينا في اليمن حيث تم التهجين في الأردن مع أبقار الفارزين الحلوب الضخمة بشكل رئيسي بغرض الإنتاج العالي والصناعي لمشتقات الألبان، كما هجنت بأبقار الجرسي صغيرة الحجم عالية الإنتاج وبدرجة أقل مع الأبقار الشامية التي تشتهر بها غوطة دمشق، فكانت مبادرة جمع الأبقار المحلية وإكثارها في الأردن لغرض بحثي صرف للمحافظة على التنوع الوراثي وليس لغرض اقتصادي، فقد يكون لها مزايا علمية أو إنتاجية لا تدرك الآن، وكذلك للمحافظة على الأصول الوراثية.
المنطقة المناسبة
•أما بشأن مقترحاته الهادفة لإنقاذ تدهور الأبقار في اليمن فيشير أولاً إلى المنطقة الممكن تطبيق تلك المقترحات على أراضيها بقوله: بدون شك محافظة إب هي المحافظة الرعوية الأولى في اليمن، وهي الأكثر كثافة سكانية في الجزيرة العربية بالنسبة لمساحتها الصغيرة، وبها أعلى نسبة تهطال مطري أيضاً في الجزيرة العربية، كما أنها أيضاً قلب اليمن الأخضر متوسطة الموقع والأكثر كثافة بالمراعي النموذجية المناسبة للأبقار، ومحافظة إب بمدنها الأربع الرئيسية إب ويريم والعدين والقاعدة تمثل مركز ربط لطرق المواصلات لمختلف أقاليم اليمن مما يسهل نقل التجارب الناجحة إلى أجزاء اليمن، كما أن محافظة إب اشتملت على تنوع مناخي هو الأعلى بلا منازع في الجزيرة العربية حيث يتراوح فيها الارتفاع من 500 متر في فرع العدين إلى أكثر من 3500 متر في منار بعدان، وهذا التنوع المناخي في المحافظة يسمح بدراسة الحيوان المدخل والهجين في بيئات مختلفة، بالإضافة إلى ذلك فلمحافظة إب ميزة أخرى مهمة هي وجود اهتمام وبعد نظر للإصلاح والاستثمار في التنمية المستدامة بشكل مشترك بين الجانب البحثي في المحافظة ممثلا بجامعة إب وبين قيادة المحافظة.
مقترحات إنقاذ الأبقار
• ويوجز مقترحات التحسين والإنقاذ بقوله: لابد من حلول مستديمة تكفل إعادة القيمة الاقتصادية للأبقار في المنطقة وبنفس الوقت تحافظ على السلالة المحلية لأغراض اقتصادية وعلمية كأصول وراثية في وقت وجيز على أن يتم إنتاج مواد إرشادية تخاطب الفلاح وطالب الجامعة والمدرسة والمثقفين كل ومستواه للتوعية بالآثار والتبعات البيئية والاقتصادية والصحية للتدهور الحالي وأيضا للترويج للحلول الدائمة، ومن هذا المنطلق فإنني اقترح العمل على خطين قليلي التكلفة وفعالين:
1) استجلاب ثيران من سلالة الجرسي القياسية وتوزيعها على مديريات المحافظة بغرض إنتاج أجيال متلاحقة من الأبقار تحمل صفات جودة وغزارة الإنتاج من آبائها.
2) البدء بإعلان مسابقة للفلاحين في اليمن للأبقار المحلية ذات الإنتاج العالي على أن يمنح المتسابقين جوائز مالية، والأوائل من الأبقار يمنح مالكوها شهادات أصول وراثية للسلالة المحلية ويتم متابعتهم بشكل دوري والتركيز على أن يتم التهجين بين أبقارهم وتربية كل النسل الناتج عنها ومن ثم توصيف السلالة والمحافظة عليها نقية.
السلالة الأفضل
•وفي رده على سؤالنا بشأن اختيار سلالة مناسبة للتحسين يقول الدكتور الدعيس: لا يوجد في أبقار المناطق الحارة التخصص الموجود في الأبقار الأوربية والتي نتجت بفعل الاهتمام العلمي بالحيوان ونوعيته بعد النهضة الأوربية، فثيران الجرسي هي الأكثر ملاءمة لغرض تحسين الأبقار المحلية في اليمن وللمناخ السائد وطبيعة المرعى في المنطقة, فقد نشأت هذه السلالة في إحدى الجزر البريطانية، ويتدرج لون الجسم من اللون الكريمي إلى اللون البني المحمر في أغلب الأحوال، وأحيانا قد يتلون الجسم باللون الرمادي. وتعتبر هذه السلالة من أصغر الأبقار في الحجم، ويتميز الرأس بوجود تقعر واضح في الجبهة ولون المخطم فيها أسود، وهي حيوانات تتحمل الظروف القاسية والأجواء الدافئة مقارنة بأغلبية السلالات الأخرى، كما أنها من أصغر سلالات اللبن الأصيلة حجماً، وتظهر عليها بوضوح صفات إنتاج اللبن متوسط الوزن عند الميلاد حوالي 25 كيلو جراماً، بينما تزن الأبقار الناضجة 400 كيلوجرام، وتنتشر في انجلترا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا ونيوزيلندا وبعض بلاد آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
سلالة متكاملة المواصفات
• أما عن أسباب اختيار أبقار الجرسي كسلالة مناسبة للتحسين دون غيرها فيقول: هناك الكثير من الأسباب الوجيهة ومنها؛ إنتاج اللبن حيث بلغ متوسط إنتاج الجرسى في الولايات المتحدة 4700 كيلوجرام في 305 يوم بنسبة دهن 4.9 %، ويباع بسعر مرتفع ولون لبن الجرسى مصفر، ويحتوي حليبها على أعلى نسبة دهون من بين جميع الأبقار، وتتمتع بصفات الخصب فالعمر عند أول وضع يبلغ 24 شهراً، ويبلغ طول الفترة بين الولادتين في المتوسط (370 - 384 يوما(، والقدرة على تحمل ظروف الجو والطقس السائد في مناطق مختلفة من العالم وتحت ظروف إنتاج قاسية نوعا ما ففي المناطق الحارة وشبه الحارة يجود الجرسي لقدرته على تحمل درجات حرارة أكثر من السلالات الأخرى، وبصورة عامة فإن السلالات الأصغر في الحجم أكثر قدرة على تحمل الجو الحار طبيعيا عن السلالات الكبيرة الحجم، كما يعد الجرسى أقدر أنواع ماشية اللبن الأصيلة على الرعي ولأسباب صغر الحجم وقلة احتياجاتها الغذائية وارتفاع نسبة الدهن في لبنها فهي أكثر السلالات الأوروبية انتشارا، بالإضافة إلى وفرة المراعي التي تعد من أحد العوامل الهامة المحددة لانتشار السلالات في أية منطقة، فالسلالات كبيرة الحجم تحتاج لغذاء أكثر لسد حاجاتها من الغذاء الحافظ، ولذلك فإنها تجود إنتاجيا حيث يتوفر المرعى نظراً لرخص تكاليفه، أما إذا كان الغذاء شحيحاً ومرتفع التكاليف فإن العائد من الأبقار الكبيرة الحجم يقل كلما زاد حجم الحيوان لزيادة تكاليف غذائه الحافظ، وتعرف الاحتياجات الغذائية الحافظة على أنها كمية الغذاء اللازمة لحفظ حياة الحيوان فقط دون زيادة أو نقص في وزنه ولا يدخل في اعتبارها الاحتياجات الغذائية اللازمة لإنتاج الحليب، ويتم حساب الاحتياجات الحافظة كنسبة مئوية من وزن جسم الحيوان فكلما زاد وزن جسم البقرة زادت كمية الغذاء الحافظة المستهلكة، كما أن ثمة قابلية لدى السلالة للتسمين وإنتاج اللحم, فعجول الجرسي تستجيب للتسمين وتصل لأوزان معقولة بسرعة نمو مقبولة و لحومها ذات جودة عالية وقليلة الشحوم.
نتائج متوقعة كبيرة
•ويرسم الدكتور الدعيس صورة لملامح ما يتوقعه من جراء تنفيذ تلك الحلول بقوله: من خلال تطبيق هذه الحلول أتوقع أن نحصل على الكثير من النتائج الهامة وفي مقدمتها؛ ترسيخ المبادىء العلمية في تحسين السلالات وإلغاء الممارسات الخاطئة التي أفضت إلى تدني مستوى إنتاج الأبقار، المحافظة على الأبقار المحلية عالية الجودة كأساس لعمل علمي مستقبلي يتمثل في توصيف السلالة المحلية واعتماد فلاحين مربين للسلالة وعقد الملتقيات لهم ومنحهم شهادات الجودة للسلالة، تضاعف إنتاج الألبان ومشتقاتها على المستوى الأسري خلال ثلاثة أعوام من توزيع الثيران المحسنة، وبالتالي تحسن ظروف التغذية والصحة للكثير من الأسر في الريف بالذات الفئات الحرجة من صغار السن والعجزة مما يترتب عليه خفض تكاليف الرعاية الصحية الناتجة عن سوء التغذية، وفي خمسة أعوام سنلمس وجود فائض في الإنتاج الحليب يغري رؤوس أموال متوسطة بالاستثمار في صناعة الألبان ومشتقاتها ويمكن الفلاحين من تسويق الفائض، تعزيز الدور التاريخي للريف اليمني على حساب الميناء في تزويد البلاد بمنتج عالي الجودة ومنافس في القيمة والحد من هجرة الريف للمدينة بأن يعود الريف جاذباً للعمالة، بالإضافة إلى استصلاح المدرجات وبناء مدرجات جديدة لمواكبة زيادة الطلب على الأعلاف, وبالتالي تعزيز الينابيع والمياه الجوفية وتحاشي السيول الجارفة وتلويث البحار.
استعداد للمناقشة الكاملة
•واختتم الدكتور محمد الدعيس حديثه بالإشارة إلى وجود تفاصيل كثيرة تحيل المشروع إلى الواقع العملي وفق أسس منهجية وسهلة حيث قال: ما تحدثنا عنه يمثل موجزاً للمشكلة والحلول المثالية الأقل تكلفة والأسرع حسب اطلاعي واهتمامي بالإنتاج الحيواني وخبرتي في التنمية المستدامة، وأؤكد أنه تتوفر لدي برامج وثائقية أكثر إقناعا بنجاعة الحلول وأرجو أن تتاح لي الفرصة لعرضها وأن يخرج المشروع من الورق إلى حيز التطبيق.
إلى من يهمه الأمر
•وأخيراً؛ ها هو المشروع الذي يبدو بسيطاً ويحمل في طيه حلولاً سهلة وعملية لتحقيق أكثر من هدف على الصعيد الاقتصادي والصحي والبيئي، فهل تتلقف الجهات المعنية في وزارة الزراعة والسلطات المحلية المشروع وتسهم في تنفيذه، وهو ما سيسهم عملياً في تحفيز المواطن على العمل بالاتجاه الصحيح ويشعر باهتمام الجهات المختلفة به وبواقعه الاقتصادي والصحي...هل نتمسك بالأمل؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.