تفحمت بالكامل .. شاهد بالصور هذا ما تبقى من مروحية الرئيس الإيراني    من هو الرئيس الإيراني الجديد بعد وفاة إبراهيم رئيسي؟ (السيرة الذاتية)    عودة خدمة الإنترنت والاتصالات في مناطق بوادي حضرموت بعد انقطاع دام ساعات    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    صيد حوثي بيد القوات الشرعية في تعز    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الوزير الزعوري يتفقد سير العمل بمشروع إعادة تأهيل شوارع ومداخل مستشفى المعاقين ومركز العلاج الطبيعي عدن    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فعلاً مصر أم الدنيا
نشر في شهارة نت يوم 27 - 10 - 2011

خلال رحلتي لاستلام جائزتي في القاهرة كواحد من الشاب العربي المتميز في المجال الفني من بين 21 دولة عربية وحضوري أول مؤتمر عربي أفريقي وتغطية بعض زيارة العمل والترفيه التي أخذت 18 يوم في أماكن متعددة وتحت ظروف متنوعة كنت سعيداً بشكل كبير بتعرفي على مصر "أم الدنيا الحقيقية".
كصحفي يمني ومصور وناشط يمني سافر لمجموعة دول حول العالم ، لم أشعر بسحر يجذبني لبلد كما شعرت في مصر حيث شاهدت مصر من مناظير متعددة. تجربتي هناك لن تنسى أبداً وأريد أن أعرض عليكم أكثر ما شدني هناك ، لقد وجدت مصر متنوعة بحضارات عريقة قديماً وحديثاً ووجود أكبر شبكه للمجالس الثقافية العالمية وشركات الطيران وممثلين للدول والسفارات في مصر كونها وجهة الدول العربية والعالمية ومقصد للجميع بغض النظر عن توجهات وخلفيات المتواجدين فيها ونمط حياتهم ولكن مصر تلبي مطالب الجميع.
مصر أحبها الغربيين وعاشوا فيها كوطن اصلي حيث وفرت متطلبات حياة الغني والفقير ومتوسط الدخل فتجد فيها ما يناسب الجميع ووفرت التسلية للجميع فان أردت الصحراء وجدتها وان أردت الحضارة والمعاصرة والتسلية والسياحة وعبق التاريخ والتنوع السكاني وتنوع نمط الحياة وتقبل الأخر والحريات ستجدهم جميعاً، لقد كانت للحضارة المصرية التأثير الكبير والأسطوري على العالم فسُرقت أثارها التاريخية لتكون من أسس المتاحف العالمية في الغرب وتم إنتاج الكثير من الافلام الوثائقية والعلمية والخيالية عن الحضارات التي عاشت بمصر وكانت سبب في الثراء الإنساني للمصريين.
مصر لم يتم تسميتها حديثا بل حافظت على اسمها على مر التاريخ ولم تنشأ كبعض الدول حديثا بل كانت أساس لتأسيس دول أخرى مثل السودان التي قسمت إلى شطرين حيث كانت الأطماع من المستعمرين قديما وحتى حديثاً على احتلال مصر والحصول على موقعها الرابط بين الشرق والغرب والعرب وإفريقيا ومواردها الرائعة وارتباطها بالبحر الأحمر ولكنها الآن تزهو ربوع مصر بحرية وسيادة مصرية وتقاد بأبنائها.
الإسكندرية الوجهة الرائعة مثل شرم الشيخ وغيرها من الأماكن التي يزورها سكان العالم بكثرة سنويا فكانت الإسكندرية كمدينة عدن بالنسبة لليمنيين في الأوقات الرائعة خلال ألسنه فبها هواء رائع ومنعش وبها هدوء وتطمئنينه وتنظيم كبير وقلة زحمة وبها خدمات سياحية مريحة ومنظر الغروب فيها ساحر للعيون كم نرى في عدن.
مصر اجتمع بها قديما وحديثا علماء الدين والأدباء والمتعلمين في كافة مجالات الحياة ووجدت فيها دور النشر والكتب التعليمية الموسعة والجامعات ذات السمعة الجيدة وتنوع الحضارات ونمط الحياة المختلفة وشملت ممثلين لكافة شعوب العالم في اروقتها وفي كافة تفاصيل معيشتها.
المصريين من أكثر الشعوب العربية ثقافة وإطلاع على اليمن وتاريخها وثقافتها ومشاكلها السياسية ويشعرون باليمنيين بقوة كونهم مرتبطين بهم قديما وحديثا وكون اليمنيين موجودين بكثرة في مصر والسعودية فهناك علاقة مباشرة بين اليمنيين والمصريين في مصر والسعودية. لقد صدمت انه في اي مكان توجد فيه سوء في سيارة أجرة أو مقهى أو عند مركز شرطه أو سينما كنت أجد المطلعين بشدة عن اليمن خاصة وان دور الصحافة والإعلام المرئي والمسموع مسلطه الضوء بكثب على الأحداث في اليمن .
لقد تميز المصريين دوما بطريقتهم الخاصة في الحديث باللغة العربية فانتشر أسلوب الحديث المصري اعلاميا وكان مفهوما لدى كل العرب فنجد اليمنيين بشكل كبير جدا يفهمون المصريين وبسهوله ولكن انعدام البرامج الإعلامية اليمنية الخارجية تكون حاجز لفهم المصريين لليمنيين بالشكل الكافي ولكنهم يتابعون أخبارنا ويشاركونا فرحنا وحزننا ويشاركونا الأنشطة الثقافية وساهموا معنا في ثورتنا سابقاً وحالياً ولديهم في اليمن الكثير من الذكريات ونصب القبر المصري لأروح الشهداء المصريين الأبرار في اليمن يمن العراقة والأصالة.
يتميز المصريين بالكرم بالرغم أن بعضهم يمروا بظروف مادية صعبة للغاية وهناك عالم يعيش تحت خط الفقر وأطفال شوارع وفتيات تنام مع أولادها في الشارع كظاهرة لم اقابلها في حياتي على الإطلاق بالرغم انه في اليمن نجد الزواج المبكر ولكن لم أجد الإنجاب المبكر جدا كما وجدته في مصر ولم اجد فتيات على الإطلاق ينمن في الشوارع اليمنية.
المصريين يعملون ليل نهار رجال ونساء كبار وصغار للحصول على حياة أفضل فمنهم من يعمل أكثر من وظيفة ليوفر متطلبات الحياة ليعيش واسرته حياة كريمة كون نسبة الدخل في مصر جدا منخفضة مما ساعد على نشر الفساد والرشاوي بشكل خاص والعمولات في كل مكان. لم ولن يقبل المصريين الذل ولكن في ظل نظام دكتاتوري ناهب لخيرات البلاد عاش البعض تحت خط الفقر بفارق كبير وواضح مما أنشى ما يسمى بالبلطجية والحرمية والنصابين المحتالين على زوار مصر وتجار الحشيش حيث لم يكونوا موجودين سابقاً في مصر ولكن الفقر والنظام الظالم والدكتاتوري سبب في ظهور صور سيئة للمجتمعات سوى في مصر أو حتى في اليمن.
الكبت السياسي والثقافي للحريات الذي مورس من محمد حسني مبارك وطريقته الباطشة زرعت في البعض حب العيش في الحياة العشوائية فعندما انتصرت الثورة المصرية الجميلة للغاية حصل انعدام للتواجد العسكري وتم أضعاف سلطة الأمن فبدأ القليل من أصحاب العقول الفارغة بمخالفة إشارات المرور وفرش البسطات وإخراج الكراسي بكثرة أمام القهاوي في الممرات المخصصة للمشاة. لقد كان محمد حسني مبارك الرئيس الساقط وليس السابق كان يوقف كافة الشوارع عند مروره إلى احد القصور ويقطع مصالح الناس لساعات طويلة بالرغم انه في حالات عديدة لم يرافق الموكب بل ركب طائرته الخاصة للوصول إلى القصر ولكنه يستخدم أسلوب الزعماء العرب المريضين لإظهار التباهي والكبر الزائل فكانت نهايته مريضا داخل أقفاص السجن والمحاكم مع ولديه الذين عاثوا في مصر فساداً وجرعوا أهلها الكثير من الويلات بالرغم أن شعبهم مكافح ويستحق ان يعيش حياة كريمة على مستوى عالي من التعليم والصحة.
ترى المصريين محدودي الدخل سعيدين بأكل الفول والطعمية وتقبلهم لحياتهم وبحثهم للأفضل مما يظهر مدى طموحهم الكبير نحو غدا مشرق. مصر يصعب إيجاد شقق فيها ويصعب الزواج فيها فمن النادر ان ترى مصري متزوج اثنتان او أربع كما يمكن أن تجد بشكل ملحوظ في اليمن ومن جهة أخرى ترى أن المصريين من جانب ثقافي يفضلون ان يكون للرجل شريكه واحدة لا أكثر وهذا بالنسبة لي داعم حقيقي لبناء كيان اسري متميز. حيث لا تجد طبقات اجتماعية كثيرة كم نجد في اليمن فأي عمل في مصر يعتبر عملا شريفا كونه يسهم في تسيير شئون الحياة وكسب مصدر دخل للمعيشة وبالرغم إن الحياة بها جزء من التعقيدات على البعض ومع ذلك فالنيل يمثل مصدر الهام وسعادة واسترخاء للمصريين وللوافدين الى مصر.
المصريين رغم وضعهم المادي لا ينتهون من الابتسامة والضحك ولا يتركون الطعام المتميز هناك مثل الكشري وأم علي وغيرها كما يقول الكثيرين فحياتهم تجري رغم كل الظروف التي مروا بها أو يمرون بها الان حيث تجد شوارع مصر عامرة بالحياة ليل نهار ونيلها مصدر للحياة المثالية بقواربه المضيئة ومقاطع الموسيقى التي تعمل على غرس الطمأنينة لدى الجميع فتجد المحبين هناك من صغار السن ومن كبار السن والفقراء والأغنياء من كافة الفئات والتوجهات والجنسيات كلا مع أفراد عائلته أو مع من يحب. يعمل المصريين للترفيه عن أنفسهم حيث ابتكروا فكرة الجلوس على القهاوي والنقاش والاستمتاع بلمة الأصدقاء سوى من الشباب أو المتعاقدين وايضا داوم على مشاهدة مباريات كرة القدم مما جعلهم من أكثر المشجعين فكلنا نتذكر خلق أزمة مصر مع الجزائر ، حيث يعتبر المصريين لعبة كرة القدم شيئا أساسيا في حياتهم مثل الشيشة والسيجارة للبعض كوسيلة لإخراج مشاعر الرفض للواقع المرير ويتناقشون في السياسة ويعملون تحالفات مع سياسيين في دول اخرى.
تتعدد خيرات مصر فتجد مصادر بحرية وبها قطن لا يعلى عليه وبها كمية محاصيل كافية وبها تاريخ يكفي بان يجذب كافة السياح من كافة بقاع الأرض وبها خبراء متميزون في كافة المجالات بإمكانهم إيصال مصر والمصريين الى بر الامان ولكن المشكلة ذاتها التي نعاني منها في اليمن "غياب التشجيع وعدم الإشراك في السلطة".
شعب يقترب سكانه من 88 مليون مواطن أي ما يقارب عدد العرب في كافة الدول العربية الأخرى حيث يتنوع الشعب المصري فتجد من شبابه من يعيش للتسلية والنوم وتجد من يسعى نحو مستقبل أفضل في الداخل والخارج فثوار مصر كانوا خير مثال للجميع حيث أزالوا فرعون مصر الأزلي والظالم وطردوا السفير الإسرائيلي كوسام شرف لهم. لقد عبر المصريين البحار امتداداً من النيل والى أماكن مختلفة في العالم وكانت أحلمهم أعلى من ارتفاعات أهراماتهم التي أدهشت وما زالت تدهش العالم بأسره، المصريين يحملون عزم الفرعنة الذين جلبوا صخوراً كبيرة في الحجم وصنعوا أهرامات عملاقة دقيقة الهندسة ورائعة الطراز والتي اعتبرت واحدة من نوادر العالم كونه من الصعب علينا في يومنا هذا صعود الهرم إلى الأعلى فكيفما بناء هرم من جديد. ولقد برز الشعب المصري في الأشغال اليدوية وجهزوا منتجات سياحية تم بيعها لزوار مصر لتكون تذكار في كل دول العالم.
تجد المصريين في كل دول العالم منهم من يعمل في قطاعات متنوعة ومنهم من يحمل شهادات عالية ومنهم من يحمل جنسيات متعددة، حيث تجد في لندن أغلى محلات في العالم "هارتز" يمتلكها مصري وهذا فخر للعرب كون هناك من يمثل العرب في بلدة من أشهر البلدان في العالم فكان انفتاح المصريين على العالم كبير جداً حيث وأن مصر معروفه للجميع والحضارة المصرية يتم التعامل بها في كل بلدان العالم سوى كانت في الوسائل الإعلامية أو الثقافية أو السياحية ، حيث نجد الكثير من المشاركات في البرامج الثقافية الخارجية عالميا تمنع على العرب ككل ولكن تسمح للمصريين بشكل خاص وهذا إن دل على شيء وإنما يدل على انخراط المصريين في الحضارات الأخرى وتأثيرهم فيها وتأثرهم بها.
مصر سكنها الأقباط المسيحيين وسكنها الفراعنة وتاريخهم معروف للجميع وبها تاريخ إسلامي عريقي جداً يكاد يضاهي اليمن كونها منبع ومرجع إسلامي تاريخي وحضري فقد ذكرت مصر في القرآن الكريم وذكرت في الكتب التاريخية والعلمية عالميا. مصر لجأ إليها آل رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم ففيها مرقد كل من الحسين والمرسي أبو العباس عليهما أفضل السلام والتسليم ومرقد السيدات الفاضلات فاطمة الزهراء وعائشة وزينب عليهم أفضل الصلوات والتسليم في كل زمان ومكان.
إن التاريخ المصري يضم قائمة كبيرة من الشخصيات السياسية الرائعة والمحبوبة بقوة لدى اليمنيين وللعرب ككل فمنهم القائد الرمز جمال عبدالناصر الذي لن ينسى اليمنيين ابدا مواقفه الشجاعة مع اليمن واليمنيين في الكثير من المواقف ودعمه الكبير وربطه لليمن برابط سياسي ثقافي بمصر كونهما بلدين يجب أن يكونا على روابط دائمة دوما وابداُ حتى قيام الساعة فعلمين مصر واليمن يكادا أن يكونا نفس العلم ولا يعرف البعض التمييز بين العلمين فألوانهم واحدة وتركيبتهم واحدة وتاريخهم واحد فطابت أراضي مصر وأمن الله أهلها وأكثر الله من خيرات أجيالها.
مصر جمعت الكثير من الرابطات العربية فكانت سابقة في الأنشطة الثقافية العربية والإقليمية والإفريقية وكانت داراً دائم لجامعة الدول العربية وغيرها من المراكز والروابط للأمة وكانت ذات حدود مباشرة مع غزة فطالما قدمت وما زالت تقدم التسهيلات المناسبة للفلسطينيين بعد نجاح الثورة وعلى مر التاريخ القديم.
مصر يغلب فيها التنوع الثقافي فترى المباني العائدة إلى الاستعمارين الانجليزي والفرنسي والتركي وترى بنية تحتية قديمة ورائعة فهناك مترو يستخدم لنقل ما يقارب ثلاثة ملايين مواطن يوميا مما يعتبر احد الانجازات القديمة في مصر وهناك كبريات كبيرة ساعدت في تقليل الزحام في الشوارع الضيقة خاصة في مدينة القاهرة التي يقطنها ما يقارب 25 مليون مواطن أي ما يساوي عدد سكان اليمن ككل في كل المناطق اليمنية.
دينيا لقد كانت للاستعمارات التي استعمرت مصر لفترات طويلة التأثير الكبير على عادات المجتمع وطريقة معيشته ولكن نرى خلال العقود الماضية المصريين يعملون جاهداً لرسم طابع حياة بأسلوب عربي مصري ففي عام 2000م كان من الواضح أن عدد الفتيات الأتي يرتدين الحجاب ، وألان في 2011م يلاحظ بشكل أوضح من الشمس عدد الفتيات الكثيرات جداً التي يرتدين الحجاب الإسلامي ونلاحظ وجود مجموعة من النساء الأتي يرتدين الجلباب وهذا شيء رائع للغاية في أن ترى الشعوب تحاول أن تصيغ نمط حياتها الخاص وأن تتخلص من أثار الاستعمار وهذا الشيء منطبق ايضا على كل من تونس والجزائر والمغرب.
مصر كما شاهدتها تعتبر أكثر دولة عربية يستمتع اليمنيون بالعيش فيها سواء كان لغرض التعليم أو السياحة أو العلاج وأيضا المشاركة في الفعاليات الثقافية والدليل على ذلك وجود عدد كبير من اليمنيين هناك وعدم تذمر اليمنيين من عيشتهم في مصر كما يجري في السعودية من تعامل لا أخلاقي مع كل من اليمنيين والمصريين كونهم لا يملكون بترول ولا يملكون ثروة أو حتى إدارة تبحث عن كرامتهم وتتابع قضاياهم فعار عليكم يا حكام السعودية "الحجاز". لم ينسى المصريين روابطهم للقبائل اليمنية التي تمثل أساس لمنبع الحضارات وكان المصريين على تواصل دائما حضاريا وعلى فخر كبير بانتمائهم لقبائل حِمير وغيرها من القبائل اليمنية المعروفة على مر التاريخ والأزمنة.
كما لن انسي ابدا تغني المصريين لليمنيين عندما قالوا "ثورة الشعب المجيد ثورة اليمن السعيد بالإرادة والعزيمة والجهاد" هكذا كانوا وما زالوا معنا، ولم أنسى الأعلام المصرية مرفوعة في ساحات الثورة اليمنية وسعادة اليمنيين بزوال حكم مبارك فيومها كان عيد وطني لدى ثوار اليمن ولقد تم توزيع المشروبات في بعض الشوارع واظهرن نساء اليمن فرحهم ونام اليمنيين يومها وهم مطمئنين على إخوتهم في مصر الحبيبة فهكذا تكون العروبة وهكذا تتربى الشعوب العربية الأصيلة.
الأغاني المصرية والعالمية التي تغنت بمصر وغرست حب الوطن فمصر بالنسبة للمصريين كل شيء حيث وأني شعرت أني مصري هناك من كثر ما قرأت لافتات تشيد بمصر وسمعت أغاني تغني لمصر منها "مصر ، مصر، مصر هيأمي، نيلهاهودمي" وغيرها ويقال من يشرب من النيل يعود اليه حيث يملك المصريين المرونة في كثير من الأمور ولكن لا يقبلوا إطلاقا أهانه مصر وهذا أنبل مثال للوطنية والولاء للوطن الذي أسقى المصريين من خيرات نيله وينابيعه وأشبعهم من طيب نباته ومن جمال طبيعته ورسم ابتسامات على وجوههم ليكونوا مجتمع السعادة والحب.
في الختام سيعم الخير الكثير ان شاء الله على كافة إخوتي وخواتي في مصر الحبيبة بعد التخلص من أثار النظام الفاسد والدكتاتوري السابق وسنرى مصر كما يجب أن تكن من قبل ذو كرم واخلاق رفيعة وملاذ للأدباء والفنانين والخبراء العرب كلا في مجاله كون المصرين أهل علم وحلم وثقافة وتاريخ ، أتمنى أيضاُ من أخوتي في مصر دعم قطاع السياحة بشكل كبير وتوفير الجو المناسب والتعامل المميز لجذب السياحة التي ستساعد على نهضة مصر وأتمنى من أصحاب الأموال العربية والغربية دعم إنشاء مشاريع إنمائية في مصر عوضا عن عمل مشاريع في دول غربية وطلب عمالة آسيوية وتهميش الخبرات العربية.
ولن أقول سوى كما يقول المصرين "بحبك أوي يا مصر" وبالنسبة لي تعني حروف مصر "م ، ص ، ر" فتكون مصر (من صميم روحي) فمهما طال الحديث لن نفي مصر حقها وسيكون هناك جماليات وميزات لم تذكر.
شكر خاص لكل المصريين وبالتركيز على قائمة كبيرة احبيتها بقوة في مصر وكانت سبب حصولي على تجربة لن أنساها ابدا حيث تضم القائمة كل من مجلس الشباب العربي المتميز للتنمية المتكاملة وعائلة الدكتور السيد محمود الشريف ونادي الكامرة بالقاهرة وصديقة بريطانية تعيش بالقاهرة وكارين مصورة أمريكية تعيش في مصر لسنين طويلة وشكر كبير للرائعين وأصدقاء دربي في مصر أحمد يسري محفوظ المصور المصري الرائع والقدير ذو الصور الساحرة والتي تعكس جمال مصر وبساطة أهلها والمصور اليمني نبيل المتوكل الرائع والأخ الكبير والدائم لي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.