مدينة تتوسط محافظات الجمهورية ، طابعها الجغرافي مرتفعات جبلية تتخللها وديان عميقة تجري في ممرات ضيقة لها انحدارات حادة وطويلة،لها طقس ولا أروع إنها جوهرة اليمن. تكتسي جبالها وأوديتها حلة خضراء طوال العام،إنها لوحة ابداعية رسمها الإله وحباها بطبيعة خلابة ... جمالها ،يأسرك..يحيط بك..إنه جمال بلا حدود.... يجتاحك بساط أخضر تنوعت خضرته..ويلفك طقس ولا أروع...فكل شيء فيها بلا حدود........... جمال له قدسية صانعه...يجعلك تهيم بها،تنغمس في البساط الأخضر،وصوت هدير المياه وهي تهوي من أعالي الجبال لتسقط في الأودية وتتحول إلى خرير ينساب في الوادي وهو يمر برفق فوق الصخور،يلامسها بخفة خوفاً من أن تستيقظ من سكونها في حضن الوادي..... جمالها رباني يلامس القلوب إنها إب الغنجاء ..إب الغناء. نعم إنها المدينة المنسية،إنها مدينة إب التي حباها الله من نعمه الكثير والكثير، مدينة أهملت ..لم تمتد لها يد الدولة إلا على استحياء، مدينة سياحية بلا منافس..والسياحة من أهم روافد الانتاج المحلي إلا أن الاهمال طالها، فلا بنية تحتية ولا شبكة مياه ولا كهرباء والمتوفر منها الشيء اليسير وتحولت إلى قرية كبيرة بما تحويه من ثروات سياحية وزراعية، لها طبيعة خلابة ولها تاريخ تلمسه في آثارها الباقية،لم أر الدولة فيها!! أين خططها في مجال التنظيم والتخطيط والتسويق للقطاع السياحي؟. أين الخطط في النهوض بالبنية التحتية والتي تعتبر من أهم مقومات نجاح القطاع السياحي؟ أين خطط الدولة في مجال الشراكة مع القطاع الخاص والذي يعد المحرك الأساسي للسياحة ولتحقيق تنمية مستدامة، من خلال التنسيق مع هذا القطاع وتقديم التسهيلات والحوافز للمستثمرين لتشجيعهم على الاستثمار في المواقع ذات المناظر الخلابة واستكشاف المواقع الأثرية!! أين خطط الدولة وبرامجها لتنشيط وتسويق السياحة داخلياً وخارجياً؟!. أين هي هذه الخطط في الصناعة المحلية والمنتج السياحي؟!. إلا أنها مدينة تركت وأهملت وهاجر أبناؤها بحثاً عن لقمة العيش أو الاستثمار خارجها وهم يملكون ذهباً في مدينتهم!! تمنيت أن أصحب تلاميذ مدرستي في رحلة الى أجمل مدن اليمن...إب تخيلتهم في معسكرهم داخل وادي عنّا ويحيط بهم منتجع جميل... تخيلتهم وهم يمرحون تحت شلال المشنة ، يتسلقون جبل ربي ويصعدون حصن حب بالتلفريك التي تربط بين الجبال .... وكنت معهم نذرع الممرات الطويلة شديدة الانحدار ويساعدنا أنها معبدة والخدمات تحيط بنا من كل جانب، تخيلتهم عائدين يحملون في مخيلتهم فكراً وثقافة عن أجمل مدن بلادهم وأيديهم محملة بالهدايا المصنوعة محلياً!! آه كم تخيلت وتخيلت.. ولكن يصدمنا الواقع الظالم لهذه المدينة وتظل إب الخضراء ...ذات الجمال الرباني ..مدينة منسية.