الزيارة والمعاودة، والهدايا وتلبية حاجة الأخوة و ذوي القربى والجار والصديق وكل مَن استجار، أساليب وطرائق صون المودة والمحبة والإخاء؛ وجاء في الحديث النبوي الشريف : أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : “يقول الله تعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتبادلين فيَّ ، والمتزاورين فيَّ .اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي “ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :” من عاد مريضاً، وزار أخاً ،نادى مناد أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا” وفي هذا الصدد يحث الشعر العربي على هذه الخصال الحميدة كقول الشاعر في الزيارة : زُرْ مَنْ تحب ُّوإن شطَّت بك الدارُ وحال من دونه حُجبٌ وأستارُ لا يمنعنَّك بُعدٌ من زيارته إن المحب لمن يهواه زَوَّار وللزيارة أحكام ، كما أسلفنا ،ومن أهمها إغباب الزيارة؛ وفي هذا المعنى يقول الشاعر : عليك بإغباب الزيارةَ إنها إذا كثرت صارت إلى الهجر مسلكا ألم ترَ أن الغيث يُسأمُ دائماً ويُسأل بالأيدي إذا هو أمسكا وجاء في “ مجمع الأمثال “ للميداني ،قول الشاعر : إذا شئتَ أن تُقلى فَزُرْ متواتراً وإن شئتَ أن تزداد حباً فزر غُبا ومما جاء في ذكر الهدايا ، قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم : “ تهادوا تحابوا، فإنها تجلب المحبة وتذهب الشحناء “. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقبل الهدية ويثيب عليها ما هو خير منها . قال الشاعر في الهدية : هدايا الناس بعضهم لبعض تُوِّلد في قلوبِهم الوصالا وتزرع في القلوب هوىً ووداً وتكسوك المهابة والجلالا وقال آخر : لو كان يهدى على قدري وقدركم لكنت أهدي لك الدنيا وما فيها وللشفاعة وإصلاح ذات البين دور لا يستهان به في تعزيز المودة ؛وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم “إن الله تعالى يسأل العبد عن جاهه، كما يسأله عن عمره، فيقول له : جعلت لك جاهاً فهل نصرتَ به مظلوماً، أو قمعتَ به ظالما ، أو أغثتَ به مكروباً ؟!”. وأورد أبو العباس بن يزيد المعروف بالمبرد، في مؤلفه [ الكامل ] قول زهير بن أبي سلمى في تلبية حاجة الجار إذا استجار: وجارٌ سار معتمداً إلينا أجاءته المخافة والرجاء ضمنَّا ماله فغدا سليماً علينا نقصه وله النماء وقال دعبل الخزاعي : وإن امرءاً آلى إليَّ بشافع إليه ويرجو الشكر مني لأحمق شفيعك يا شكر الحوائج إنه يصونك عن مكروهها وهو يخلق