طفولة تكاد تغرق على شاطئ الحياة، ولم تصل إلى عمق بحرها بعد، تعانق الأمل المنطوي في براثن الألم ...هذا هو حال الأطفال الذين تئن نفوسهم قبل أجسادهم من مرض السرطان (أعاذنا الله وإياكم منه) في كل مكان وفي محافظة تعز خاصة. هؤلاء الأطفال تحتضنهم المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بكل ما تستطيع من أمل وقدرات على أن تجعلهم يبتسمون لمستقبل الحياة أمامهم، ولكن هل تستطيع هذه المؤسسة احتضان كل الأطفال الذين يئنون تحت وطأة مرض السرطان، خاصة وأن المؤسسة تحتاج إلى كفالة دوائية ما بين ألفين إلى خمسة آلاف دولار كمتوسط لحاجة الطفل للعلاج سنويا، بحيث يساعد هذا المبلغ الطفل على استكمال العلاج خارج المستشفى؛ لأن المؤسسة غير مؤثثة بكل الأجهزة اللازمة للعلاج، فهي قائمة على رجال الخير، وليس على ميزانية تشغيلية من الحكومة اليمنية.. وليس هذا فقط، بل إن الطفل يحتاج إلى العلاج النفسي، والدعم المعنوي الذي يساعده على الشفاء، لاستكمال العلاج الجسدي، فالدعم المعنوي يساعده على الشفاء، واستكمال رحلة الحياة بصحبة الأمل والسعادة التي نتمناها لأطفالنا الأصحاء فما بالنا بالمرضى! المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بالرغم من الضغط الذي يقع عليها إلا أنها لم تغفل الجانب النفسي للأطفال، فقد أثثت غرفة للأطفال بالألعاب والرسومات ليلعبوا فيها دوريا مجتمعين مع أطفال من الأصحاء؛ وذلك لدعم الأطفال المصابين بالسرطان نفسيا، وتأثيث غرفة واحدة تكلف ما يقارب مليوني ريال، فمن لأطفالنا!؟من سيرسم البسمة على شفاههم، من سيأخذ بأيديهم إلى الابتسامة ويمنحهم شيئا من السعادة، من سيرسم الأمل في نفوسهم الذابلة!!؟ هم أهل الخير؟! لا محالة في الوقت الحالي، وإذا انتظرنا وعود الحكومة، لنرى كم من أطفالنا سيموتون بين أيدينا كل يوم، ومع ذلك فأنا بوصفي مواطنة قبل أن أكون كاتبة، أدعو الحكومة اليمنية لتحمل مسئوليتها أمام مرضى السرطان، و استكمال تجهيز المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بكل الأثاث والأجهزة اللازمة في تعز ....ويكفي المرضى ما يتحملونه من عناء جسدي ونفسي في تحمل المرض! فلماذا تزيدهم حكومتنا العناء المادي؟! اللافت للنظر أن المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان تحتاج للعديد من الأجهزة، لتخفف عن المرضى عناء السفر إلى صنعاء أو إلى خارج اليمن، وهي مؤسسة تستوعب المرضى من المحافظات المجاورة، ومن تعز نفسها التي تعاني أكبر نسبة في الإصابة بمرض السرطان بشكل مستمر دونا عن بقية محافظات ....فهل نجد أذنا صاغية تسمع صراخ مرضانا، وقلبا رحيما يشعر بهم، ويتحسس حاجاتهم ...أثق أن هناك من يمتلك كل ذلك فنحن في يمن الإيمان والحكمة.