نشكر ربنا على نعمة إنجاب الأطفال فلولاهم ما عرفنا أن هناك شيئاً اسمه "العيد". المساحات الشاسعة التي كان ينبغي ان تكون حدائق ومتنزهات كانت معسكرات مع أن الحياة أثبتت أن ما يحرس هذا الوطن هو الابتسامة التي نزرعها على وجه الناس والأطفال وليست المدافع والبنادق والرشاشات بدليل أن كل الأسلحة التي تستورها البلد والتي كانت أقل صفقة منها تكلف ما لايقل عن مليار دولار لم تستخدم سوى في الصراعات الداخلية- الداخلية وفي إفساد حياة الناس. الأماكن الترفيهية من ملاعب ومتنزهات ومطاعم عائلية محدودة ، ومزدحمة جداً فالناس كلهم ينكبون عليها وكأن فرص الفرح محدودة في هذا البلد. من حق هذا الشعب أن ينعم بحدائق واسعة ومتنزهات للترويح عن نفسه خصوصاً بعد هذا الكم الهائل من المعاناة التي تعتصره، والصراعات التي تضرب به. الناس من كثرة الصدمات التي رأوها طوال الفترة السابقة والجرعات التي تجرعوها والنزاعات التي دفعوا ثمنها من قوتهم وحياتهم وأمنهم واستقرارهم صاروا في الاعياد يتهافتون على أي فرصة للفرح للخروج من الجو الكظيم الذي عاشوه ، وقد تتعجب في صنعاء مثلاً وأنت تشاهد زحمة الناس في مطعم عائلي بسيط يقع في منطقة آمنة، في حين تجدهم مرعوبين من ان يذهبوا بأطفالهم وأسرهم إلى حديقة الثورة في الحصبة ذات المساحة الواسعة والاشجار، وقد اندهشت عندما سمعت أحد المواطنين يعرب عن خوفه من أن يذهب بأطفاله الى أي مكان فيه معسكرات أو صراعات خوفاً من أن يكون هناك متفجرات أو ما شابه. انتشار الاسلحة يلقي بظلاله على كل أعيادنا، ففي أول يوم من العيد تحولت الفرحة إلى غصة لدى الناس في منطقة ميفعة وقعطبة وما جاورها في الضالع عندما اقدم احد الاشخاص على رمي الرصاص باتجاه العشرات وهم يؤدون صلاة العيد، وإن العين لتدمع والقلب ليحزن وأنت تشاهد أناساً لابسين متعطرين كانوا مبتسمين للعيد لايعلمون بما تخبئه الاقدار لهم .. والسؤال: كل مصائب البلاد هذه سببها انتشار السلاح وثقافة الحروب والتعسكر ضد بعضنا أما ثقافة الكلمة الطيبة والابتسامة والفرحة والعيد ورسم البهجة في قلوب الناس بخضرة الحدائق وروعة المدارس وتحسين الطرق وتنظيم حمل السلاح فلا يوجد من ذلك شيء !! ملاحظة : المقصود ب "يا عيدوووه": نعيد العيد مرة ثانية لأننا ما فرحنا به بالمرة الأولى.. حسبنا الله ونعم الوكيل. عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.