إذا الفجر لاح.. وأوقدت الشمس في مفرق الروح صوت سعير الهواجس. قلتُ الذي لم يبح به الليل..أو لملم الغسق المستبدّ.. وصاح. إذا نسمة أينعت في الزوايا.. توارت نوافذ صمتي.. وأصغت قوافل ريح الشروق إلى ثكنات الحصاد. إذا ما الجماد يُكشّرُ عن صخرةٍ في الحقول.. يحلّق في زهوها المزن.. يطفو على كومةٍ من نواصي الوصول.. وما تصطفيه الهواجس من حظّ عمري سواي.. ولكنّ حظّي تأجّل في جوف طائر.. مضى مُذ تبارك حلمي بيوم المآب. إلهي وأنت الذي قال كن.. فاكتويت.. ومازلتُ أرجو وأهفو ل “فاء” يكون. إذا قال حدسي تناثر غرسي.. وقلتُ لطين القيامة ذا موعدك.. وروح السنابل ضلّ شذاها.. تعرّت غيوم الشواهق في صفحةِ اللوعة الفاصلة. كأنّ الرماد إذا ما استدار غباراً.. نضجتُ بريقاً من الأمنيات.. أو جواباً لفيض السؤال الذي لم أكنهُ.. يبارك حتف دخان الوصاية في فطرة الكائنات.. كأنّ الزمان زمان الوغى والرصيد. لهذا أرى ما تراه العيون.. وأبصرُ مالا أعي.. وأستنفرُ الصحوَ من رعدةٍ في اشتقاق الغبار.. ومن كومةٍ في العراءِ تُسمّى وطناً. وأسألُ دمع الشموعِ عن الفجر ينضح بالخوف ما سرّه؟ والليالي فقاعة كأسٍ شفيفٍ يحطّ.. يمدّ.. يواري.. يؤثثُ في خيبتي ألف عامٍ من اللغة المارقة. وهذا الذي لم يعد خافياً.. أو غافياً.. أو نافياً.. كيف نمضي إلينا ولحظتهُ لا تبارحنا كالقدر!