عندما تسأل نفسك سؤالا ما هي المنجزات التي حققها شخص مثل عبدالملك الحوثى حتى يصل الى هذا المستوى من التقديس لدرجة أن شريحة من الناس تلقبه بالسيد وترفع صوره في كل مكان وتعتقد ان تصريحاته وأقواله حق لا يأتيه الباطل من بين يديه لا من خلفه رغم انه لايزال شاباً لم يبلع الثلاثين من العمر .. مهما بحثت وشرقت وغربت فإنك لن تصل إلى نتيجة ,فهو ليس أكثر من مجرد شاب عادي كغيره من شباب محافظة صعدة ولا يتميز عنهم بشيء ,والمسألة برمتها تنحصر في أناس أرادوا ان يكونوا اتباعاً لهذا الشاب لأنه ابن بدر الدين الحوثى أخو حسين بدر الدين الحوثى اعتقاداً منهم ان الله اصطفى هذه الاسرة كما اطفى آل ابراهيم وآل عمران على العالمين .. وانهم احق بالحكم من غيرهم . معتقد تسلل الى عقولهم رغم انه يتنافى تماماً مع روح الاسلام الذى جاء من اجل المساواة بين الناس وازاله الفوارق الطبقية .(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ).. كلام واضح مثل الشمس لكن هناك من اعمى الله بصائره فارتضى لنفسه عبودية البشر من دون عبودية الله . الغريب في الامر ان هذه الافكار والمعتقدات التي كانت محصورة في شمال الشمال عند بعض العوام من الناس بسب الجهل وانعدام التعليم صارت اليوم عند كثير من المتعلمين وحملة الشهادات مفخرة يتباهون بها يخاصمون ويعادون من اجلها ...ويعملون ليل نهار من اجل نشرها .حتى لو كان ذلك بقوة السلاح ..وصار لهذا الفكر قنوات وصحف ووسائل اعلامية .. شخصيا :لا أرى أن هناك مشكلة في الأمر فلكل انسان قناعاته وتوجهاته فاذا كان هؤلاء القوم قد وصلوا الى قناعة ان اسرة الحوثى اسيادهم وان الله اصطفاها لحكمهم من دون الناس فهذا حقهم لا يمكن لاحد ان يمنعهم من هذا الحق 'لكن عليهم ان يحترموا معتقدات الاخرين التي تقول ان آل البيت هم من عامة المسلمين وليس لهم أي ميزة سوى ان نحبهم ونحترمهم وأن الحكم شورى بين المسلمين. انه لا فضل لعربي على أعجمي ولا اسود على ابيض الا بالتقوى وان يقوموا بالترويج لمعتقداتهم بطرق سلمية واضحة ليس فيها لبس ولا لف ولا دوران ولا مزايدة. وقبل ذلك عليهم ترك السلاح وتسليم المناطق التي تحت سيطرتهم للدولة والدخول في العمل المدني من خلال تشكيل حزب او جمعية او منظمة ثم الاحتكام الى صندوق الاقتراع والتسليم بالنتائج التي سوف تنبثق عن الصندوق .. اما الاصرار على البقاء بهدف الشكل الذي هم عليه الآن هذا يعنى استعداء للشعب اليمنى ان فرض الفكر السلالي بالقوة والدخول في موجة شديدة من العنف التي قد تؤدى الى أمور لا تحمد عقباها سيكون الخاسر الاول الحوثى واتباعه ..