أن نختلف مع الإصلاح حالياً، متعاركين معه فكرياً وسياسياً ومدنياً وديمقراطياً، لإجباره على الاستيعاب الأمثل للوعي الجديد الذي حلمت به ثورة 2011م دولة ومجتمعاً؛ أفضل لليمن بالتأكيد من عدة زوايا جوهرية، بدلاً من تأييد من يريدون العودة بنا إلى مرحلة ماقبل ثورة 62م تماماً ، حيث رثاثة منطق تحبيب الركب وخبالة وعي الإمامة للبطنين التي يريد الحوثي استعادتها حالياً للأسف.. على أن الأمانة الثورية تقتضي بالضرورة فهم الأولويات واستيعاب التحولات والمثبطات في آن واحد داخل العقل السياسي والاجتماعي اليمني، إضافة إلى العمل الحازم من أجل تحديث المستقبل مع التنمية الضرورية للوعي اللائق به لا العكس بالطبع. وللأسف، صدقوني لا أستوعب اليوم كيفية تحالف البعض مع الحوثي نكاية بالإصلاح فقط ، كما لا أستوعب بالمقابل أيضاً صيغة تحالف بعض القوى مع الإصلاح دون نقده وبقوة، سعياً لترشيده وحثه على الوعي بقيمة الإدراك الوطني نحو إنتاجه للتفاعل مع منتقديه ومن ثم لإنتاجه للفاعلية السوية بحيث لن يرقى وطنياً كما ينبغي دون ذلك المسلك الأعلى ، وليكون بالتالي عامل تعزيز أروع لحلم الثورة على مستوى اليمن ، لا عامل إعاقة لايأبه بكل التضحيات التي قدمت في سبيل ذلك على مدى عقود. إن هذا هو جوهر الصراع المثالي الذي يجب أن يكون الأكثر نضجاً الآن مع ما يمكن أن نعتبرهما نقيضين مثلاً-مالم يبدل الحوثي جذرياً من مرتكزات وعيه السياسي والاجتماعي ومثله الإصلاح بالتأكيد خصوصاً في مسألتي تدليل الفتوى وسلاح القبيلة - في حين يبقى على الحركة الوطنية استيعاب المعنى جيداً، وبمسؤولية الموقف الحقيقي الذي لايعرف المهادنة بين الطرفين، لا بوعي المناكفة أو اللامبالاة الخاذلة أو التمصلح كذلك استمراراً للتحيز مع كل هذه التحيزات البدائية الهمجية المتخلفة التي تزداد تجلياً وتعنتاً عند كل محاولات الحلم الوطني الخلاق لتحققه الأنموذجي .. الحلم الشديد في المكابدة والرهق تاريخياً كما نعرف، لكنه شديد الجسارات والبذل لاشك.