تتضخّم الأنا في نفوس أهل الشر حتى لا يرون إلا صواب سعيهم وسلامة قصدهم.. فيما يرون في غيرهم كساد رأيهم وخيبة مبتغاهم.. ومن هذا الاتكاء ينطلقون حيث أهدافهم الرخيصة. وطالما ومعتقد أهل الشر كذلك فلا عهد لهم يوفون به.. ولا ذمة يتحملون وزر خطاياها.. ولا دين يقيمون حُجته في نفوسهم، وما تبقّى من عقولهم التي وهبوا مخرجاتها للشيطان يعيث بها في المجتمعات خراباً لما تبقّى من بناء.. وعداءً يسري بهشيم القلوب.. فيصعب حينها الخلاص من فُحش أفعالهم.. أو إيقاف مدّ توغل شرهم وأحقادهم في مجتمع موبوء بالشتات. إن المتربصين بالأوطان.. والعابثين بأرواح البشر.. تحت يافطات فتاوى دينية.. أو وصايا كهنوتية.. أو شظايا أوهامٍ وشطحات سياسية.. ونراهم يستحدثون للدمار كل الطرق البشعة للنيل من كرامة الإنسان.. وهتك الآمنين.. واللعب بكل أوراق الفواجع لتمرير صبوتهم الخارجة عن فطرة الناس.. والمارقة عن كل الأديان.. يحتاجون وقوف الجميع صفاً واحداً لردعهم.. والأخذ على أياديهم بحسمٍ وعقلانيّةٍ تحفظ أمن الأوطان.. وتنأى بالمجتمعات عن فحوى شرورهم وأفعالهم الموغلة في العدوانية.. وتبتر حبال مكرهم وخداعهم لقطاعٍ كبير من الشباب الساذج، وهم يستخدمونهم لتنفيذ أحقادهم.. وتدمير مسيرة البناء. ولهذا يجب على الإعلام بكافة أشكاله توعية المجتمعات وتوضيح بؤر الفساد الكامن في نفوس أهل الشر؛ إذ لا يستقيم حال الأمة والفاسدون يعيثون وفق أهوائهم؛ لينالوا تحقيقاً لهدم مكونات الألفة.. وهتك نسيج العدل والحرية. بل ينبغي أن تسعى الشعوب لتنقية أثوابها من درن المارقين.. وتقف الحكومات حائلاً حقيقياً تتكسّر على أعتابه آمال الشر.. من خلال تصفية الفاسدين في ثنايا ردهاتها قبل أن يستفحل الخطر أكثر من ذي قبل.. وقبل أن نصحو على فواجعٍ لا تُحمد عقباها. [email protected]