لا جديد يستحق الإمعان في حيثياته والتبحّر في لجج أمواجه وتفاصيل رؤاه ومدد بلواه مثل ما جرى ويجري في مدينة لودر أبين وأخواتها من سائر المناطق التي اكتوت بنيران وأحقاد جماعة أنصار الشر .. وهم الجناح الأكثر جنوحاً للدمار المباشر في أجندة مسيرة تنظيم القاعدة . ولعلّ فرحة الأهالي هناك بالانتصارات المتوالية للجيش اليمني من أبرز الأدلة على رفع الغمة ومواصلة تطهير تلك البقاع من لوثة المتشدقين على الله ورسوله الكريم .. وروثهم الذي بلا شك لن تزول آثاره بسهولة كما يظن البعض . فالأفكار السقيمة التي تحلل دماء البشر وتتعامل مع أرواح الناس كأنها وجبة غداء دون حقٍ ودون تأملٍ إنسانيّ رصين يستند لشريعة الله بما فطر خلقه عليه .. حتى غدا القتل والدمار عنواناً وتعبيراً حقيقياً للإعلان عن وجود تلك الفئة الباغية حيث تتفجر الأجساد وتتطاير الرؤوس كأبشع ما يكون . غير أنّ من يدعون أن تنظيم أنصار الشر لا علاقة له بتنظيم القاعدة أُسقط في أيديهم وهم يشاهدون حديث المعتوه أيمن الظواهري زعيم التنظيم عالمياً وهو يدعو اليمنيين للخروج عن طاعة وليّ أمر المسلمين وزعيمهم في اليمن وإعلان الحرب عليه .. في وضوحٍ مباشرٍ وضوءٍ أخضر لتنظيم الشر وأمه القاعدة في تفجير الوضع عسكرياً وإنسانياً ومأساوياً أبشع مما آل إليه الوضع في أفغانستان والعراق وغيرهما من كل مناطق الدنيا التي دفعت الثمن من أرواح أبنائها وخيرات أرضها . ولا يعنيني هرطقات الظواهري بقدر ما يعنيني ويعني كل يمنيّ خلاياه النائمة والمستيقظة على أرض اليمن وهم لا يتوقفون عن شنّ حملات إثارة الفتنة وتطبيق دعوة الظواهري في محاربة اليمن وزعزعة ما تبقى من استقرارها تحت دعوى الوقوف في وجه فخامة الرئيس الذي لم يستمع لدعوات الكثير في اجتثاث هؤلاء المعتوهين مبكراً قبل أن يستفحل أمرهم وتقع الفأس في الرأس .. حين تعامل معهم بصبرٍ كبير ومحاولات جادة لأن يعودوا لصوابهم دون جدوى .. حتى إذا ما نفد الصبر ولم تتبقّ وسيلة سلمية لعدولهم عن بطشهم بالمواطنين المستضعفين .. أعلنوا الحرب عليه بدعوى تحالفه مع أمريكا ضدهم .. وفي حقيقة الأمر هم من يُعتبرون من أبرز أعداء اليمن بشكلٍ مباشر ومن خلفهم من يدفع بهم من داخل الأراضي اليمنية ومن خارجها ولكلٍ مآربه وأهدافه التي تتكشف يوماً بعد آخر . ولقد شاهدتُ مقطع فيديو لكلمة قصيرة وجهها المدعو جلال بلعيدي حينما كان أميراً للمتخلفين عقلياً ونفسياً في ولاية أبين حدّ زعمهم .. وفي كلمته أمام الجنود الأسرى لدى تنظيم الشر قال لهم حديثاً تعبوياً سخيفاً وتلقائياً ومكرراً وعبثياً يستنطق فيه عواطفهم بأسلوب العابثين المارقين الذي استخدموا القرآن والسنة واجهة يعبرون من خلالها لعقول البسطاء وفق مقارنات بسيطة يلعبون على ظاهرها لاستجداء نخوة الأسرى وتجهيلهم وإرجاع الحق ضدهم .. في رسالة واضحة للقيادة العسكرية في اليمن ومن قبلها للرجل الأول في البلاد . ولا لوم على الأسرى في هزّ رؤوسهم إيجاباً وتأميناً خلف كل مقطع قاله ذلك المعتوه .. فهم أسرى وأرواحهم رهن إشارةٍ من إصبعه لمعاونيه في قطع رؤوسهم .. لكن الخطر الحقيقيّ هو عدم متابعة الأسرى بعد إطلاق سراحهم وماذا إذا قد تم غسل عقول بعضهم وتم إعداد التجهيزات الأولية في بذر الكراهية بنفوسهم ليتم التواصل معهم لاحقاً ليكونوا قنبلةً موقوتة يجري تنفيذ حقدها على الأرض والإنسان وفق ترتيبات قد لا يعيها أولي الأمر . [email protected]