تعرفت على قضية المرأة اليمنية “رجاء الحكمي” من الناشطين في الفيسبوك والذين نقلوا قصتها المؤلمة والمشرفة في آن واحد، رجاء المرأة التي انتصرت ليس فقط لشرفها بل ولشرف كل نساء اليمن حين أقدمت بقتل من حاول المساس بشرفها. لقد فجرت رجاء الحكمي بدفاعها عن نفسها وشرفها قضية اجتماعية غاية في الخطورة والحساسية، فكم من امرأة تغتصب وينتهك شرفها وكرامتها تتوارى عن الأنظار، ولا تتجرأ هي أو أهلها عن مجرد تبليغ الجهات المعنية. بل والأسوأ والمفجع في الأمر أن كثيراً من الفتيات اللواتي ينتهك شرفهن ويغتصبن حين يتجرأن باللجوء إلى أقسام الشرطة يتحولن بقدرة قادر إلى جانيات، ويدخلن السجن، ولا يجدن من يرفع عنهن الظلم. أليست رجاء الحكمي نموذجاً مشرفاً للمرأة اليمنية التي لا تقبل الظلم، وتدافع عن حقها في الحياة الكريمة؟ ألم تكشف قضية رجاء الحكمي أيضاً عن بشاعة وظلم بعض القضاة الذين يتعاملون مع المرأة معاملة أدنى من مرتبة الحيوان. سرني كثيراً الحملات والمظاهرات التي يدعو ويشارك بها الشباب من الجنسين لمناصرة الشريفة رجاء الحكمي، ولكن هل تكفي المظاهرات من قبل الناشطين والصحفيين؟ أين المحامون والمحاميات؟ ولماذا لا يُشكل رأي عام باتجاه مناصرة قضية رجاء؟. والأهم أين دور وسائل الإعلام الرسمية وخاصة القنوات الفضائية؛ كي تضغط باتجاه نقل المحاكمة عبر وسائل الإعلام لأنها قضية رأي عام، ليعرف المواطنون الحقيقة دون تشويه؟. فمن تدافع في بلادنا عن نفسها وشرفها تعاقب بالإعدام لماذا؟ فمن يحمي المرأة في بلادنا من بعض الرجال المنحرفين أخلاقياً الذين لا يجدون من يردعهم؟. وما التصرف السليم الذي يمكن أن تقوم به أية امرأة إذا تعرضت للاعتداء عليها، ومحاولة النيل من شرفها؟ هل تستسلم للأمر، أم تواجه المعتدي، وتحمي نفسها؟. ألا تستحق رجاء الحكمي وسام الشرف من الدرجة الأولى؛ لأنها لم تدافع عن نفسها فقط بقتل المعتدي عليها، ولكنها كسرت حاجز الخوف لدى كثير من النساء والرجال الشرفاء، وربما تتجه الكثير من النساء إلى المحاكم لتعلن عما تعرضت له من اغتصاب وخاصة لو ضغطنا باتجاه منع إعدام رجاء بل نتيح لها فرصة كي تتحدث عن مأساتها عبر وسائل الإعلام. أخشى أن تحصل رجاء الحكمي على وسام الشرف من منظمات دولية، فالأهم أن تحصل على وسام شرف من منظمات حقوقية محلية قبل أن تحصل عليها من جهات أجنبية؛ لأن منح رجاء الحكمي وسام الشرف من منظمات محلية سيؤكد فعلاً بأن تلك المنظمات تناصر قضايا المرأة قولاً وفعلاً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=456252351080512&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater