• رغم مرور حوالي شهر ونصف على انطلاق العام الدراسي الجديد (2012/2013م) إلا أن بعض المدارس لا تزال أبوابها مغلقة أمام أبنائنا الطلاب ومن هذه المدارس مدرسة الشهيدة نعمة رسام بتعز التي لم تبدأ بعد عامها الدراسي الجديد، وإن كانت هناك أحاديث تقول بأن العام الدراسي سيبدأ في المدرسة عقب إجازة عيد الأضحى المبارك وهو ما نأمل أن يكون صحيحاً حتى لا تصدق الإشاعات المنتشرة التي تقول بأن المدرسة لن تفتح أبوابها أصلاً هذا العام بسبب استمرار الخلافات القائمة على خلفية الأحداث التي شهدتها المدرسة العام الماضي إبان الأزمة السياسية وهي نفس المشاكل التي لا تزال تعرقل بدء الدراسة فيها حتى اليوم. • صحيح أننا كُنا قد تنفسنا الصعداء مع انتهاء العام الدراسي الماضي بسلام رغم كل ما رافقته من أحداث، إلاَّ أنه كان يحدونا الأمل بأن يأتي العام الدراسي الجديد وقد انتهت المشاكل الحاصلة في بعض المدارس، ظناً منا بأن شهور العطلة الصيفية تمثل فترة أكثر من كافية أمام الجهات المعنية للبحث في هذه المشاكل والوصول إلى حلول ناجعة لها، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، فلا عملت على إنهاء الإشكالات القائمة وبالتالي انتظام العملية التعليمية في المدرسة ولا أعلنت عن عجزها في حلحلتها وإبلاغ طالبات المدرسة بالتسجيل في مدارس أخرى في وقت مبكر، لكنها تركت “الحبل على الغارب” وكأن الأمر لا يعنيها في شيء غير عابئة بالضرر الذي سيقع على طالبات المدرسة جراء حرمانهن من الدراسة، خاصة وأنه ليس هناك مدرسة أخرى ستقبل تسجيل طالبات جدد فيها بعد مرور أكثر من شهر ونصف على بداية العام الدراسي. • وإذا كان المواطن مجبراً لا بطلاً قد أصبح راضياً ومقتنعاً في كل سنة بعام دراسي بكل العراقيل والمنغصات التي عادة ما ترافق العملية التعليمية وأصبحت لصيقة بها تترحل من عام دراسي إلى أخر وكأنها عصية على الحل مثل معضلة غياب الكتاب المدرسي ونقص المدرسين، إلا أن المصيبة أن العام الدراسي الجاري لم يأتِ بعد في بعض المدارس وهو ما يعني حرمان أبنائنا من الحصول على حقهم في التعليم وهو أمر تتحمل مسئوليته الجهات الحكومية المعنية والأطراف المفتعلة لهذه الإشكالات التي يبدو أنها لم تبذل أية جهود لمعالجتها وإلا لما ظلت قائمة تهدد العملية التعليمية ومستقبل أبنائنا، غير مدركة أن المستوى المتدني للتعليم في بلادنا لم يعد بحاجة لنضيف إليه مسألة عرقلة العملية الدراسية، وأن العبث بحقوق الآخرين أمر غير مقبول منطقياً وأخلاقياً وإنسانياً، إضافة إلى أنها أساليب ممقوتة تنفر الناس من الذين يلجأون إليها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحقيق مكاسب سياسية أو حزبية حقيقية من وراء حرمان الناس من حقوقهم واحتياجاتهم. • وفي نفس الوقت فإنه من الضروري جداً أن يتعامل الجميع مع العملية التربوية والتعليمية برؤية أكثر رقياً وتطوراً وبأسلوب حضاري، أي باعتبارها عملية تربوية وتعليمية خالصة لا علاقة لها بالصراعات الحزبية وبمنأى عن أية خلافات سياسية، لأن الثمن سيكون فادحاً من مستقبل أبنائنا ومستقبل وطننا بشكل عام، فما لاحظناه خلال العامين الدراسيين الماضيين أن العديد من المؤسسات التربوية تم تعطيلها عن أداء مهامها على أساس صراعات حزبية، رغم أن العمل الحزبي له منابره وساحاته المعروفة، والمؤسسات التعليمية على اختلاف مسمياتها ليست واحدة منها لأنها فقط ساحات للعلم والمعرفة وتربية الأجيال ويجب أن تؤدي وظيفتها هذه بعيداً عن أي صراعات سياسية أو حزبية أو غيرها من الصراعات. • وأخيراً نأمل أن يعي الجميع خطورة إقحام العملية التربوية والتعليمية في الصراعات السياسية والزج بأبنائنا الطلاب في أتون الخلافات والمهاترات السياسية والحزبية، كما أن الجهات المعنية مطالبة بأن تكون أكثر حرصاً على عدم ترك أبنائنا نهباً للسياسة وخلافاتها، بالعمل على وضع حد لانتهاك حقهم في التعليم واتخاذ الإجراءات القانونية في حق كل من قد يتسبب في الإخلال بسير العملية التعليمية أو محاولة تعطيلها، حتى نستطيع الحصول على عام دراسي بلا منغصات!! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=460342077338206&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater