• ربما لن نجد شعباً في هذه المعمورة يجلد ذواته ويشكك في تاريخه ويمحوأمجاده مثلما نفعل , فما أن تحل علينا مناسبة أو ذكرى وطنية حتى يطل البعض برؤوسهم حاملين معاول التشكيك والتقليل من قيمة ومكانة هذه المناسبات والأحداث الكبيرة , حتى أصبحنا إذا فتشنا في سجلات تاريخنا الوطني المعاصر فإننا لن نجد مناسبة أو حدثاً أو يوماً وطنياً إلا وإصابةالمشككون بفيروس التشكيك في مقتل!. • هذا العبث هو في حقيقة الأمر تعد صارخ على تلك التضحيات الجسام والاستبسال العظيم لأولئك الأبطال الميامين الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم فداء للوطن وقدموا أرواحهم هبة لبزوغ فجر المجد والحرية والانعتاق.. • فمن المعيب – بل من المخزي – أنكار هذه النضالات والمآثر والتضحيات الجسام التي لو لاها لما أجثت ذلك النظام الأمامي المستبد ولما رحل الاستعمار من هذا البقاع ولما صنع هذا التغيير في أوجه جوانب الحياة .. • أن التشكيك في مناسباتنا الوطنية الخالدة هو جحود ونكران للدماء الزكيةالطاهرة التي صنعت تلك الانتصارات والملاحم الرائعة , بل إنها تزييف ذميم للوعي والذاكرة المجتمعية . • فمن غير المعقول أن تظل المؤسسات الإعلامية والتعليمية مغيبة ومقيدة من أن تلعب دوراً أساسياً في حماية أجيالنا الجديدة من هذا التزييف والتغييب. • إن ما تحقق في الوطن بفضل ثورته العظيمة كبير وكبير جداً , وهذه الثورةبأهدافها النبيلة ترسخت كحقائق ومعطيات ثابتة وشامخة وترجمت إلى مشاريع وتحولات ملموسة وإنجازات ساطعة لامست أوجه جوانب ومجالات الحياة اجتماعيةوثقافية واقتصادية وحضارية وغيرت مسار أحوال وأوضاع شعبنا نحو الأفضل ,بل نقلته إلى واقع جديد وعززت في انسانه قيم العدل والكرامة والمساواة . • وإذا كان البعض من المرجفين والمشككين قد استغلوا الأخطاء والانتكاسات التي حدثت هنا وهناك , فهذا لا يعني أن ننشد عودة الماضي الكئيب بمآسيه ومخلفاته وأدواته اللئيمة التي رحلت إلى غير رجعة .. • ومن نافل القول بأن عقارب الزمن لا يمكن عودتها إلى الخلف , فمتى يعي هؤلاء هذه الحقيقة .. فيدركون أن ألاعيبهم وترهاتهم لن تنطلي على أحدفيغيرون من فعلهم , ويستلهمون عظات الحياة ويستفيدون من دروسها وعبرها .. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=461133220592425&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater