من المعروف تاريخياً أن اليمن والمملكة العربية السعودية يجتمعان في أساس التاريخ والجغرافيا .. تلك الحقيقة الأزلية التي لا يمكن استبعادها بحال من الأحوال.. ولسنا هنا بصدد استعادة لما كان في الماضي القريب والبعيد، لكن مصائر هذه العلاقة ظلت مرهونة بالرؤى والمقاربات الاجتهادية النابعة من النخب السياسية السعودية واليمنية، وكانت المعادلة التي طالما اعتمدها فرقاء الساحتين تكمن في إيجاد شكل من أشكال الحياد الإيجابي بين البلدين، وبما يؤدي إلى عدم اختلاط النسقين السياسيين والاجتماعيين، وكانت ذروة تلك التجربة ممثلة في التوافقية التاريخية بين الملكيين والجمهوريين في الشطر الشمالي من اليمن بعد أحداث 26سبتمبر التي أطاحت بالإمامة الزيدية التاريخية في اليمن، وما رافقها من تصادم غير حميد بين نظام عبدالناصر في مصر والنظام في المملكة العربية السعودية. بادرت السعودية إلى احتضان التوافق في شمال اليمن بناء على اتفاقية الطائف، وعندما جاءت الوحدة اليمنية في مايو من عام 1990م انقلبت المعادلة التوافقية الداخلية في شمال اليمن رأساً على عقب، وكان على المملكة العربية السعودية أن تعيد النظر في حسابات الحقل والبيدر كما يُقال، وهكذا انصرفت الأمور لتدخل مرحلة جديدة تمثّلت ذروتها الكئيبة في مقدمات حرب عاصفة الصحراء، حيث مالت القيادة اليمنية مُمثلةً في الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأنصاره للحل العربي الذي جاء متناقضاً مع موقف المملكة ودول الخليج العربي، فتوترت العلاقات البينية العربية- العربية حصراً، واليمنية السعودية ضمناً. تالياً، كانت المملكة تميل إلى حل توافقي قبيل حرب 1994 بين جيش الشطرين اليمنيين المُتّحدين شكلاً لا مضموناً، لكن ذلك لم يتم، ولقد حُسمت المعركة لصالح مركزية النظام في صنعاء ، وبدعم أمريكي سياسي ولوجستي .. الأمر الذي قيَّد وإلى حد كبير موقف دول الجوار العربي، وللحديث صلة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=461489363890144&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater