عندما يقول الأمريكيون أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها أثناء قصف طائراتها وسفنها الحربية ودباباتها وصواريخها وتدك قطاع غزة منذ أيام وسبق وأن قالت إدارة بوش الابن في نهاية ولايته وأثناء قيام إسرائيل بشن حرب «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة في أواخر أيام عام2008م وبداية عام2009م نفس الكلام فيما كانت كل أسلحة إسرائيل تدمر القطاع وتغطي دخانها مع غبار المباني السكنية المدنية والمنشآت العامة وتحترق المزارع. فإنما يريد باراك أوباما القول أنا أدافع عن نفسي أمام يهود بلادي مثلما فعل من سبقوني فكلنا لانستطيع أن نرفض ليهود أمريكا ويهود العالم وإسرائيل أي طلب أو نخالف لأي حكومة إسرائيلية ماتتخذه من قرارات الحرب وفي أي وقت وبأي سلاح وإلا فلن يكون هناك من يدافع عني وإن كنت قد نجحت في الانتخابات الأخيرة بفضل أصوات اليهود وتأييد القيادة الإسرائيلية الحالية. وفي الوقت الذي تشن إسرائيل حربها الجديدة على غزة وبتكتيك جديد يقتصر في الوقت الحاضر على ضرب المقرات الرسمية وقواعد الصواريخ وقتل القادة العسكريين والزعماء السياسيين من حماس والجهاد الاسلامي ويرتفع عدد الشهداء والجرحى الفلسطينيي المدنيين إلى المئات تقف المندوبة الأمريكية وللمرة الثالثة في مجلس الأمن وتعلن تأييد حكومتها لإسرائيل بدون تحفظ وبلا حدوده إلتزام أمريكا بأمن إسرائيل، وتدين بشدة من تسميهم الإرهابيين الفلسطينيين المعتدين على إسرائيل والإسرائيليين وترحب بزيارة رئيس وزراء مصر لغزة التي لم تتوقف الطائرات الحربية المقاتلة عن إلقاء القنابل الكبيرة على عدة مناطق في القطاع وبعد أن كان الناطق باسم رئيس وزراء اسرائيل قد أعلن عن توجيهات صادرة إلى القيادة العسكرية بالتوقف عن ضرب القطاع أثناء الزيارة. وأما الفلسطينيون فكانوا قد صدقوا بأن اسرائيل ستحترم إعلانها في الساعات التي يقضيها هشام قنديل في القطاع ونسوا أن ايهود أولمرت رئيس وزراء اسرائيل في عام 2008-2009م كان قد وعد بألا تقوم حكومته بأي عمليات عسكرية مادامت الوساطة المصرية قائمة للتهدئة وأرسل وزيرة خارجيته تسيبي ليفني إلى القاهرة لطمأنة الرئيس المصري السابق حسني مبارك بذلك وما إن عادت حتى باغتت الطائرات الاسرائيلية العالم بأسره بإرسال عشرات الطائرات الحربية في وقت واحد لقصف أكثر من ثلاثين هدفاً أمنياً واقتصادياً وإدارياً ومدنياً وسقط في الضربة الأولى العشرات من رجال الأمن ورجال المقاومة قيادات وقواعد،وسبقت الانتقادات الدولية باتهام الفلسطينيين بأنهم الذين لم يتجاوبوا مع المبادرة الوساطة المصرية وأنهم شنوا عدة عمليات اطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل وهكذا يقولون الآن ، ولقولهم هذا تحتقر الإدارة الأمريكية الدماء الفلسطينية وتقلل من الخسائر المادية الكبيرة التي أحدثتها الآلة العسكرية خلال أربعة إلى خمسة أيام وتحتقر كل العرب والمسلمين وأنصار السلام في العالم.