كان بإمكان سكان الأحياء السكنية التي ابتلاها الله بعادات وتقاليد ليست هي من التراث ولا من الدين أن يعمدوا إلى سد آذانهم بالقطن أو حتى بالشمع إذا أرادوا أن يتخلصوا من إيذاء جيرانهم أصحاب الأعراس الذين أخذوا على عاتقهم إزعاج جيرانهم ليس فقط عن طريق مكبرات الصوت في إذاعة أغانيهم وأناشيدهم وإنما باستخدام الذخيرة الحية التي تنطلق من فوهات أسلحة نارية عظيمة الخطر وشديدة الانفجار من النوع الذي لا يستخدم إلا في المعارك الحربية في البلدان الأخرى غير اليمن. كان بالإمكان أن نفعل ذلك لولا أننا نرى الرصاص ينطلق فوق رؤوسنا من فوهات تلك الأسلحة المجنونة التي يمسك بها شباب طائش ورجال معتوهون، اجتمع على عقولهم الصغيرة زغرودات النساء المحرضة على الصخب، فما إن يسمع أصحاب تلك العقول تلك الزغرودات حتى يرتفع حماسهم وتنتفخ أوداجهم وتقدح شرارة الجنون في عقولهم استجابة لتأثيرات خارجية مصدرها زغرودات النساء وتأثيرات داخلية مصدرها تأثير القات بما فيه من سموم الكربونات أو الهرمونات التي صارت مصدر بلاء ووباء ومنذرة بكوارث مازالت تتفاقم وتتراكم في أجسام الرجال والنساء والشباب والفتيات فإذا أمسك الواحد من هؤلاء بالسلاح فلا يدري ماذا يفعل ولا يستطيع أن يسيطر على أعصابه ولا على عقله ولم يعد قادراً أن يسيطر على السلاح في يده ولا يقدر مقدار الخطر الممسك به بكلتا يديه وقد يذهب بأحدهم تأثير القات والتدخين وزغرودات النساء أن يمسك بالآلي بيد واحدة يفرغه كاملاً في الهواء دليلاً على الشجاعة والقوة والثقة بالنفس بينما يمسك باليد الأخرى السجارة أو السيجار أو ربما تسول له نفسه ويدفعه النزق أن يمسك باليد الأخرى سلاحاً آخر فلا يكون حينذاك بين الموت والحياة سوى شعرة واحدة وقد حصلت حوادث لا يحصي عددها إلا الله بسبب هذا الطيش والنزق ومع ذلك، فلا يبدو أن الناس قد اتعظوا أو استفادوا وأقلعوا عن ممارسة هذه السلوكيات الشيطانية في كثير من الأعراس التي نراها ونسمعها ونكتوي بنارها ونصطلي بجحيمها، نعاني منها على مدار السنة خصوصاً أيام الأعياد في كل أنحاء المدينة المكتظة بالسكان خصوصاً في الحي الممتد من ثعبات مروراً بالجحملية إلى دائرة الأمن العام ومخبازة الشيباني ومن منطقة الدمغة مروراً بمسجد الهادي ومنزل محافظ تعز الأخ شوقي أحمد هائل ومن جاورهما من سكان عبر الشارع الطويل الممتد إلى الطريق الدائري ومدرسة أروى. لا يستطيع أحد من سكان هذا المستطيل السكني أن يشعر براحة النوم خصوصاً أيام الأعياد الدينية ولا يستطيع أن يأمن على نفسه أو على أبنائه من زيارة رصاصة طائشة أو عبوة ناسفة منذ أن صار السلاح سلعة مجنونة في يد كل عابث أو مخبول. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=468278803211200&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater