لم يعد بإمكان أحد يقطن في منطقة وادي القاضي محافظة تعز أن يتجه إلى فراش النوم آمناً، فالرعب يزورهم كل ليلة، قادماً من فوهات البنادق التي تمطر الأحياء بوابل من الرصاص؛ حيث تستوطن مشاكل الأراضي منذ زمن ولم تجد طريقها للفرجة حتى اليوم. أمس الأول جرت اشتباكات في وقت متأخر من الليل وسط الأحياء السكنية بين متصارعين على قطعة أرض تتوسط عشرات المنازل، واستمرت حتى الساعة السابعة والنصف من صباح أمس الخميس بحسب ما صرح به العديد من المواطنين الساكنين في المنطقة؛ حيث أشار المواطنون بأنها ليست هي الأولى منذ مطلع الأسبوع الجاري فقد سبقتها اشتباكات عنيفة ولأيام متتالية عانى منها النساء والأطفال ويلات الخوف والرعب كونها قريبة جداً من مساكنهم. وقال المواطنون: لقد استخدم أحد أطراف النزاع على قطعة الأرض مساكننا تحصينات لهم غير آبهين بالساكنين فيها من أطفال ونساء وشيوخ هم بحاجة إلى أجواء آمنة بعيداً عن فوهات البنادق، حتى إننا نضطر لإغلاق المنازل بعد صلاة المغرب، مانعين الأطفال من الخروج وإن اقتضت الحاجة؛ خوفاً من رصاصة طائشة تخطىء طريقها في ظل إطلاق نار عشوائي ليطال حتى جدران المنازل. وأضافوا: لم يعد بإمكاننا المنام في ظل هذه الأجواء الملبدة بأصوات البنادق، وإن كان هؤلاء المتنازعون فقدوا طرق الحل السلمية ولم يجدوا سوى البندقية حلاً فليكن ذلك بعيداً عن الأحياء السكنية قبل أن تأتي هذه الممارسات بكوارث لا يحمد عقباها. وطالب المواطنون الجهات المعنية بالمحافظة بإيقاف هذه الممارسات التي تقلق الآمنين في منازلهم واحتواء كل تداعياتها وإخضاع أطراف النزاع لسلطة القانون.وتساءل المواطنون؛ يا ترى أين ذهبت حملات منع السلاح في المدن الرئيسة ؟ ولماذا تتباطأ الجهات المعنية عن دورها في هذا الجانب، هل ذهب كل ذلك أدراج الرياح ؟!